رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 12 يوليو 2025 11:31 م توقيت القاهرة

أنا أخطيء إذن أنا موجود.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضي وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وأصحابه ومن اهتدي بهداهم إلي يوم الدين أما بعد قيل أنا أخطيء إذن أنا موجود، فيقول أحد المفكرين عندما أتأمل ذاتي، فإني لا أعرف فقط أنني كائن ناقص متعلق بغيري يسعى دائما إلى ما هو أفضل ويطمح إليه، بل أعرف في الوقت نفسه أن الكائن الذي يتعلق وجودي به، له جميع الكمالات التي اطمح إليها وهو ينعم بها بالفعل وبمقدار غير متناه فهو الله تعالي، وهذه هي إحدى النتائج المهمة للشك الديكارتي وتأملاته التي قادته الى أن ماهية الله متضمنة وجوده كما يتضمن تعريف المثلث أن مجموع الزوايا فيه يعادل قائمتين، وإن البرهان على فكرة اللامتناهي القائمة فينا، يأتي في الدرجة الأولى.
بحسب الترتيب المنطقي لأن الشك الشامل اصطدم بحقيقة حدسية ومباشرة وغير قابلة للشك هي أننا نفكر، وبالتالي لاتصبح الحقائق يقينية إلا لأنها صادرة عن القدرة الإلهية الكاملة وغير المتناهية فالله تعالي ثابت الوجود لأنه تام الوجود، وإرادته لا تتميز من حكمته وهو سبحانه كائن مطلق واجب الوجود الذي هو منبع كل حقيقة، وتقول المصادر أنه بين قواعد المفكر ديكارت ومبادئه وتأملاته ينتقل فوكو وهو قارئا له أمام طلابه في الجامعة التونسية منذ ثلاثين عاما، وفق مبادئ أولية يحاول الإلتزام بها وهي الإلمام بكتابات ديكارت والحفر فيها لمعرفة الهدفية النصية منها ثم تحديد موقعها من سواها، ولكن هل يلتزم فوكو بإدعائة ؟ وهل نجح محسن صخري في فكرة كتابه المعنون " فوكو قارئا لديكارت" وفي أسلوب نقله الدروس الفوكوية في قراءة ديكارت ؟
سؤالان تحاول الإجابة عنهما هذه المداخلة التي تورط صاحبها في قراءة الكتاب الذي صدر عن مركز الإنماء الحضاري بحلب، وفي اللحظة الأولى يبدأ المؤلف البحث في تاريخية الفكر وبروز الفكرة أو مبدئها تاريخيا ويرى أن الفلسفة هي التي تملك الفكرة وفي حين أن الأفلاطونية ترى أن الفكرة تنتقل من الصورة وتعني بنظرية الفلسفة نظرية الفكرة أو الصورة يؤكد المؤلف قوله "نجزم أن الفلسفة أفلاطونيا هي رؤيا إذ ليس الفيلسوف" إلا من كانت رؤيته أدق، أو الأقدر على الرؤية، بعد ذلك يوضح أن المفكر يرفع الفكرة، ثم ينتقل من أفلاطون إلى ديكارت ليعرض من خلاله أن الإله موجود ما دمنا نفكر فيه ويستنتج من الكوجيتو أن الوجود يتحدد من الفكرة التي تضمنه، وسعيا نحو إعلان سلطة النص يرى أن الفلسفة المعاصرة وضحت أن النص هو أصل الفكرة.
إن بدء التأويل هو إعلان لسلطة النص على حساب سلطة الفكرة ولا يمكن تعريف النص لأن مهمة فلسفة التأويل هي إنطاقه ومحاورته، ثم يبدأ المؤلف بشرح فكرة ريكور وتعريفه للنص، ونسمي نصا كل خطاب مثبت عبر الكتابة، فالكتابة هي تثبيت للقول مع الإبقاء على فكرة نسبية التثبيت ليبقى سابحا في الاطلاق، والقارئ حسب ريكور هو محاور النص بغياب منشئه، ويغدو النص هنا مزدوج التغييب فهو يغيّب القارئ عن الكاتب في لحظة الكتابة كما يغيّب الكاتب عن القارى في لحظة القراءة، ويرى أن التأويل يسقط أسطورة النص المعلم والكاتب المعلم، وهنا يمنح النص تواريخ متعددة مثل تاريخ الكتابة وتاريخ التأويل، مستبعدا تثبيت النص من خلال عملية التأويل التقييمية، وهو بذلك لا يدرك ان النص مؤولا هو نص مختلف لا تاريخ مختلف للنص نفسه،
ثم يستعرض مفهوم التأمل من التأمل المجرد الى فن التأمل متنقلا بين بارت وهيغل وفوكو بفهم مضطرب وباستعراض مشوش يصل الى درجة إثبات الشيء وعكسه بين بارت الذي يرفع التأمل الى درجة إدراك المستتر وهيغل الذي يلخصه في حركة، الأنا مع ذاتها بشكل يمنع عنها الوصول الى وعي موضوعي.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
13 + 4 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.