رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 14 يوليو 2025 2:29 ص توقيت القاهرة

أهمية المرء تأتي قبل الحدث.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب ذي الطول لااله الا هو و اليه المصير، الحمد لله الذي يقول للشئ كن فيكون وبرحمته نجى موسى وقومه من فرعون، الحمد لله الذي كان نعم المجيب لنوح لما دعاه وبرحمته كشف الضر عن يونس اذ ناداه وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله و سلم وبارك عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلى الله و سلم وبارك عليه ما تعاقب الليل والنهار، ونسال الله تعالى أن يجعلنا من امته وأن يحشرنا يوم القيامة في زمرته ثم أما بعد لقد أمرنا الله عز وجل بالتفكر في مخلوقات الله والتطلع إلي الآيات الكونية، ونحن نقرأ آيات الإستخلاف وشروط التمكين في الأرض، وأدبيات النجاح والفلاح، لكن قليلين منا الذين يسألون أنفسهم عن وظيفتهم الشخصية في تحقيق كل ذلك.
وإن الأماني الوردية حول قيادة أمتنا للعالم تداعب أخيلة الكثيرين منا، وتدغدغ مشاعرهم، لكن لا أحد يسأل عن آليات تحقيق ذلك، ولا عن الإمكانات المطلوبة للسير في طريقه، وإن هناك حقيقة أساسية غائبة عن أذهان الكثيرين منا، وهي أننا لا نستطيع أن نوجد مجتمعا أقوى من مجموع أفراده، ولذا فإن النهوض بالأمة يقتضي على نحو ما أن ينهض كل واحد منا على صعيده الشخصي، وما لم نفعل ذلك، فإن الغد لن يكون أفضل من اليوم، وإن رسم الأهداف نوع من مد النظر في جوف المستقبل، وإن الله عز وجل يحثنا على أن نتفكر ونعمل فقال تعالي " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون" وإن المسلم الحق لا يكون إلا مستقبليا، ولكننا بحاجة إلى أن نعمم روح الإلتزام نحو الآخرة على مسلكنا العام.
تجاه كل ما يعنينا من شؤون وأحوال، وإن من الأدوات الأساسية في تحسين وضعية الفرد أن يكون له هدف يسعى إلى تحقيقه، ونرى أن حيوية وجود هدف واضح في حياتنا تنبع من إعتبارات عديدة، أهمها هو أن كل ما حولنا في تغير دائم، والمعطيات التي تشكل المحيط الحيوي لوجودنا لا تكاد تستقر على حال، وهذا يجعل كل نجاح نحققه معرضا للزوال، ووجود هدف أو أهداف في حياتنا، هو الذي يجعلنا نعرف على وجه التقريب ما العمل الذي سنعمله غدا، كما أنه يساعد على أن نتحسس بإستمرار الظروف والأوضاع المحيطة، مما يجعلنا في حالة دائمة من اليقظة، وفي حالة من الإقتدار على التكيف المطلوب، وقد جرت عادة الكثيرين منا أن يسترخوا حين ينجزون عملا متميزا، مما يضعهم على بداية الطريق إلى أزمة تنتظرهم ولذا فإن الرجل الناجح.
هو الذي يسأل نفسه في فورة نجاحه عن الأعمال التي ينبغي أن يخطط لها، ويقوم بإنجازها، فالتخطيط هو الذي يجعل أهمية المرء تأتي قبل الحدث، أما معظم الناس فإنهم لا يفكرون إلا عند وجود أزمة، ولا يتحركون إلا حين تحيط بهم المشكلات من كل جانب، أي يستيقظون بعد وقوع الحدث، وبعد فوات الأوان، وإن وعي كثيرين منا بالزمن ضعيف، ولذا فإن إستخدامنا له في حل مشكلاتنا محدود، وحين يجتمع الناس برجل متفوق فإنهم يضعون بين يديه كل مشكلاتهم، ويطلبون لها حلولا عاجلة متجاهلين عنصر الزمن، في تكوينها وتراكمها، وطريقة الخلاص منها، ووجود هدف في حياة الواحد منا يجعل وعيه بالزمن أعظم، ويجعله يستخدمه في تغيير أوضاعه، وإذا سأل كل واحد منا نفسه ماذا بإمكانه أن يفعل تجاه جهله بعلم من العلوم مثلا أو قضية من القضايا؟
فإنه يجد أنه في الوقت الحاضر لا يستطيع أن يفعل أي شيء يذكر تجاه ذلك، أما إذا سأل نفسه ماذا يمكن أن يفعل تجاهه خلال خمس سنين؟ فإنه سيجد أنه يستطيع أن يفعل الكثير، وذلك بسبب وجود خطة، وإستهداف للمعالجة، وهما دائما يقومان على عنصر الزمن، وأن كثيرا من الخلل المنهجي في تصور أحوالنا، وحل أزماتنا، يعود إلى ضيق مساحة الرؤية، ومساحة الفعل معا، وذلك كله بسبب فقد النظر البعيد المدى، وإن كثيرا من الناس يظهرون إرتباكا عظيما في التعامل مع اللحظة الحاضرة وذلك بسبب أنهم لم يفكروا فيها قبل حضورها، فتتحول فرص الإنجاز والعطاء إلى فراغ قاتل ومفسد، وهذا يجعلنا نقول إننا لا نستطيع أن نسيطر على الحاضر، ونضبط إيقاعه، ونستغل إمكاناته، إلا من خلال مجموعة من الآمال والأهداف والطموحات.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 17 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.