رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 8 يونيو 2025 5:06 ص توقيت القاهرة

أيها الأطباء

محمد سعيد أبوالنصر
الطب: علاج الجسم والنفس، والتطبيب :المداواة والعلاج، يقال: طب فلان فلانا أي: داواه، والطبيب يعالج الأوجاع بإذن الله ،والله جعل لكل داء دواء ،
قيل يَا رَسُول اللَّهِ أَلاَ نَتَدَاوَى؟ قَال: نَعَمْ عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلاَّ وَضَعَ لَهُ شِفَاءً إِلاَّ دَاءً وَاحِدًا. قَالُوا: يَا رَسُول اللَّهِ وَمَا هُوَ؟ قَال: الْهَرَمُ"
أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح.
جاء في موعظة الشيخ النعسان للأطباء ما فحواه : "إن الناس يعيشون في أزمةٍ شديدةٍ، تكالب فيها الشّرق والغرب علينا، وتداعت علينا الأمم، حتّى عظمت همومنا وأحزاننا وأكدارنا، وانعكس ذلك على أبداننا فكثر المرض، وزاد عدد المرضى.
أيّها الطّبيب المعالج والمحلّل والصّيدليّ، انظروا إلى المرضى بعين الشّفقة والرّحمة، فكّروا في دخلهم وفي قدراتهم المادّيّة، وكونوا متعاونين فيما بين بعضكم على خدمة هؤلاء المرضى، واتّفقوا على خلق الرّحمة لعلّكم ترحموا.
واعلموا : أن لكلّ دينٍ خلقا، وخلق هذا الدّين الرّحمة؛ وقد كتبها الله عزّ وجلّ على نفسه، واتّصف بها،
فَقَالَ تعالى: ﴿كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾.
وَقَالَ: ﴿هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾.
وَقَالَ تعالى مُخَاطِبَاً حَبِيبَهُ سَيِّدَنَا مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ﴾.وقال لنا سيّدنا محمّدٌ صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم: «إنّما يرحم الله من عباده الرّحماء» رواه الإمام البخاري عن أسامة رضي الله عنه.
وقال صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم: «الرّاحمون يرحمهم الرّحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السّماء» رواه الترمذي عن عبد الله بن عمرٍو رضي الله عنهما.
ديننا دين الرّحمة، وربّنا عزّ وجلّ رحيمٌ، وسيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم رحيمٌ؛ فهل نحن رحماء؟
إنّ أكبر شيءٍ خسرناه اليوم هو خلق الرّحمة، وعندما فقدناه خسرنا الكثير الكثير، وأرجو الله تعالى أن لا يعاملنا بالمثل.
أيّها الأطبّاء: أليس من الواجب علينا أن نتراحم؟
أليس من الواجب علينا أن يرحم الأغنياء الفقراء؟
أليس من الواجب علينا أن يرحم الأطبّاء المرضى؟
أليس من الواجب علينا أن يرحم أصحاب المشافي المرضى؟
أليس من الواجب علينا أن يرحم أصحاب التّحاليل الطّبّيّة المرضى؟
أليس من الواجب علينا أن يرحم الصّيادلة المرضى؟
أيّها الأطبّاء على مختلف اختصاصاتكم: فكّروا في قول سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم، وأنتم تشاهدون المرضى الفقراء: «الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنّى على الله» رواه الترمذي عن شدّاد بن أوسٍ رضي الله عنه.
اعملوا لما بعد الموت، واجعلوا رصيداً لأنفسكم عند الله تعالى، بما آتاكم الله تعالى من علمٍ، فالدّنيا ظلٌّ زائلٌ، وعرضٌ حائلٌ.
أيّها الإخوة الأطبّاء على مختلف اختصاصاتكم: تذكّروا قول سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم: «يصبح على كلّ سلامى (مفصل )من أحدكم صدقةٌ» رواه الإمام مسلم عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه.
فكم سلامى (أي فكم مفصل)في جسدكم، فأين تلك الصّدقات على تلك السّلامات؟
أيّها الإخوة الأطبّاء على مختلف اختصاصاتكم: المرضى الفقراء بحاجةٍ إليكم، فالرّاحمون يرٍحمهم الرّحمن، أغيثوا تغاثوا. ولا مانع من أن تستقطعوا جزءً من الوقت من فترة استراحتكم من أجل راحتكم هناك في عالم الآخرة .
فاستغلّوا نعمة الله تعالى عليكم وما آتاكم الله تعالى من علمٍ في رحمة هؤلاء المرضى، واجعلوا رصيد ذلك عند الله تعالى، وأنتم تستحضرون قوله تعالى: ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرَاً وَأَعْظَمَ أَجْرَاً﴾.
أسأل الله تعالى أن يصبّ علينا الرّحمة صبّاً، وأن يجعلنا من الرّحماء. آمين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.