رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 10 مايو 2025 1:59 م توقيت القاهرة

إذابة أواصر القربى بين المسلمين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله السميع البصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ثم أما بعد إن المفارقة الغريبة العجيبة حين تقرأ في كتب أهل العلم وخاصة فيما يتعلق بالتورع عن الأحكام بالردة والكفر ووضع الضوابط الصارمة في إيقاع الأحكام على المعينين ووضع الموانع والشروط التي لا بد أن تتحقق حتى يخيل إليك صعوبة أن يوقع وصف الكفر على مسلم يشهد الا اله الا الله، ثم تقارن هذا بالتكفير المعاصر الذي يعطي الإنسان ملفات حمراء طول اليوم، فمن تكفير الحكام إلى تكفير العسكر والجند، والوزراء والعلماء ومن لا يكفرونه من العلماء والدعاة.

فوصف الإنبطاح والتخذيل والعمالة والفسق وغيرها أمر لا يتردد فيه كثير من الشباب الذين وقعوا تحت تأثير منظري التكفير والقتال وهذا ناتج عن عدم إدراك البعد التربوي للقيمة العلمية والفكرية التي يقولها العالم أو طالب العلم، ما عليك سوى أن تدخل الى كثير من المنتديات الحوارية، وغرف البال توك وغيرها حتى تدرك خطورة هذا المنحى على فكر الشباب وتوجهاتهم، فالحنق على الناس، والسباب والشتائم وإستحلال الدماء والإستهانة بما يحدث داخل العالم الاسلامي من فتن وقلاقل ومواجهات، بل لقد صرم هذا المنهج علاقة الأمة بعلمائها ودعاتها والنظر الى المجتمعات بنظرة دونية وإسقاطية، والفجر في الخصومة مع كل من لا ينتهج منهج التكفير، وإندراس معالم العلاقات الإسلامية والأخوة الإيمانية، وإذابة أواصر القربى بين المسلمين. 

والتراشق بأقذع الألقاب والأوصاف وهذا لا شك يحدث معالم غائرة في قلوب وعقول وضمائر الأجيال المسلمة وتربيتهم على التشظي والتناحر والتشتت، وهو لا شك باب عريض يدخل منه الشيطان في التحريش بين المؤمنين، وإنتهاك حرمات بعضهم بعضا، وليعلم المحب أن دين الفلاسفة والزنادقة والباطنية والقبورية والحلولية والإتحادية مباين لدين المرسلين ومزايل لملة محمد وإبراهيم عليهم الصلاة والتسليم ومناقض لدين المسلمين وأن بعض من ينتسب إلى الإسلام قد تشرب ذلك الضلال والوثنية، فما أعظم واجب أهل الحق وأخطر مسؤوليتهم وأكبر أمانتهم في كشف الباطل وبيان الحق، وقال الشيخ صالح الفوزان في شرح كتاب التوحيد في تعليقه على قول الله تعالى " وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا" 

والمشركون الآن يقولون لا تذرن فلان وفلان وفلان، وقال الإمام ابن القيم فلواحد كن واحدا في في واحد أعني طريق الحق والأيمان، وقال سليمان بن عبدالله رحمه الله "وذلك هو حقيقة الشهادتين فمن قام بهما على هذا الوجه فهو من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب" وشرطا الدعوة هو الإخلاص والمتابعة، وصفات الداعي هو الفقه ليعلّم على بصيرة والرفق وهو أقرب الطرق لنيل المقصود والحلم للصبر على الأذى في طريق الأنبياء وأتباع الأنبياء، وشرط التمكين للأمة إنما هو التوحيد "يعبدونني لا يشركون بي شيئا" وضده الشرك وهو أظلم الظلم وأقبح الذنوب فيقول الله تعالي كما جاء في سورة المائدة "إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.