رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 29 أبريل 2024 7:14 ص توقيت القاهرة

التحكم وسلب أرادة الجماهير

 
بقلم - محمد الكعبي

  الكاتب نعوم تشومسكي(chomsky  Avram noam)، في كتابه السيطرة على الاعلام يقول أن (عامة الجمهور على درجة من الغباء لا تمكنهم من فهم الأشياء وإذا ما حاولوا ادارة شؤونهم فهم يتسببون بخلق مشاكل ، فهم غير مؤهلين لقيادة أنفسهم)، كلاماً يمثّل منهجاً فكريا وبرنامجا عملياً ووجهة نظر تتبناها مؤسسات العالم الكبرى وماهية مخططاتهم والتي تتحكم بمصير الامم والتي تعبر عن النمط الفكري لهم ولزعماء العالم، والتي فرضت سيطرتها على الاعلام وباتت المتحكم والمهيمن على أغلب مفاصله لأنها تعتقد أن الجماهير عاجزة عن تشخيص المصلحة ولا تعرف أن تختار وانها ساذجة ومتخبطة  وغبية وغير قادرة على ادارة شؤونها، بل وتعتقد إن الجماهير حجر عثرة في طريق تحقيق طموحاتها ، لذا سمحت لنفسها من فرض إرادتها ورؤيتها  وسلب إرادة الشعوب لتحرمها من اختياراتها وحقوقها واستحقاقاتها، وتحاول تلك القوى أن تتحكم بالعقول من خلال تغيير الافكار ثم القناعات ثم السلوك حتى يصلوا إلى مبتغاهم الشيطاني.
ويقول ايضاً: ( لابد وأن نروض ( القطيع الثائر ) ولا نسمح لهم بالغضب أو تحطيم كل شيء لذلك يجب ترويضهم وهذا الترويض يتم من خلال ثورة في فن الديمقراطية أو تصنيع (الإجماع والقبول)، اقول نعم يتم ذلك بعمليات ممنهجة  من خلال برمجة العقول اعلاميا وثقافية  ونفسياً وسياسياً  ابتداءً من الطفولة وصولاً إلى الشيخوخة لتحجير عقول الرعية وتدجينها  بحجة الدفاع عن الحرية والمساواة والمقدس والمصلحة، وهذا ما تقوم به القوى  المنحرفة حيث تقوم بإلهاء الجماهير بحروب جانبية وتتشتت أفكار الناس, وبذلك يتم خلق مشاكل من خلال ترويج النظريات الفاسدة لأجل تشتيتهم وتفرقتهم وجعلهم دوماً في حالة ضياع وهيجان ؛ لا تجتمع كلمتهم الا مزقوها  بحجة القومية ،الدين، المذهب، العدالة، المساواة ، الوطن والديمقراطية والخ...،  ويقول ايضا: (لذلك عليهم ان ينشغلوا بمشاهدة أفلام العنف والجنس أو المسلسلات أو مباريات الكرة .... وعليك ان تجعلهم خائفين طيلة الوقت، لأن إذا لم يتم تخويفهم سيبدءون بالتفكير وهو أمر خطير، لأنهم ليسوا مؤهلين للتفكير لذا من المهم تشتيتهم وتهميشهم )، وهذا ما يحصل اليوم من بث الافلام المتدنية والبرامج التافهة والافكار المنحرفة لتسخيف الاسرة وتحطيم المجتمع وهدم الشخصية وتشتيت الفكر،  وبث روح الخوف  والرعب وجعلهم يفكرون بالعدو الغائب ليعيشوا دوامة الصراع والهيجان لينشغلوا بها عن مشاريع القادة، لينحصر تفكيرهم  بالمعيشة و العمل  والفساد والمخدرات،  وبذلك تخلوا الساحة لتلك الزعامات لتخطط لإدارة مشاريعها، ومنع الجماهير من التفكير أو تحديد المصلحة ؛ لأن الجماهير بنظر تلك الزعامات أقل من ان يكون لها قول أو تفكير، فقتلوا الكفاءات واقصوا العلماء ومكنوا السفهاء والجهلة من قيادة الشعوب، وعند مراجعة التاريخ بشكل جاد وبتعمق في أحداثه تتجلى أمامنا الكثير من الاسرار والخفايا ، مما يجعلنا مذهولين من هول ما نحن فيه حيث تنكشف امامك انك لسنين كنت تؤمن بشخصيات تعتقد انها رجال الله، حتى بُذلت لأجلها الأرواح وسفكت الدماء، ثم تكتشف أنها شياطين .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.