رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 28 يونيو 2025 4:49 ص توقيت القاهرة

التلاعب بشريعة الله تعالى

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري 

الحمد لله العليم الحليم يضاعف الحسنات، ويعفو عن كثير من السيئات، ولا يؤاخذ العباد إلا بما كسبوا، نحمده على وافر نعمه، ونشكره على جزيل عطاياه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعطي ويمنع، ويرفع ويضع، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وبلغ البلاغ المبين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين أما بعد بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن الكذب علي الله والكذب علي رسول الله صلي الله عليه وسلم، ومن قرأ قول الله تعالى " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا " هاب أن يتلاعب بشريعة الله تعالى فيقول فيها بهوى أو بجهل، إلا من حُرم التوفيق فقدم العاجلة على الآجلة، وآثر الدنيا على الآخرة، فويل له. 

وويل لمن استمع إليه فاتبعه في ضلاله، وسيسأل عن سمعه وبصره وفؤاده، بل السؤال عنها أعم من ذلك لأنها أدوات علم رزقنا الله تعالى إياها، ولولاها ما علمنا شيئا، فوجب علينا أن نشكر الله تعالى بتسخيرها فيما يرضيه سبحانه، ومن شكر الله تعالى علينا ألا نسخر عقولنا فيما يوصلنا إلى المعصية، ولا نبصر ما حرّم الله تعالى علينا ولا نستمع إليه " إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا " وإننا نُسأل في ذلك الموقف العظيم عن أعمالنا، خيرها وشرها، صغيرها وكبيرها حيث يقول الله تعالي " فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون " وقال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة يوم النحر بمنى "وستلقون ربكم فسيسألكم عن أعمالكم " رواه الشيخان، وقال أبو العالية رحمه الله تعالى "يسأل العباد كلهم عن خلتين يوم القيامة عمّا كانوا يعملون، وعن ماذا أجابوا المرسلين" 

وأول عمل نسأل عنه يوم القيامة صلاتنا كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول " إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك " رواه الترمذي، ومن الأعمال التي يسأل عنها العباد يوم القيامة موقفهم من المنكرات، وهل أدوا حق الله تعالى في إنكارها أو لم يؤدوه، كما روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن الله ليسأل العبد يوم القيامة حتى يقول ما منعك إذ رأيت المنكر أن تنكره؟ فإذا لقن الله عبدا حجته قال يا رب، رجوتك وفرقت من الناس" رواه ابن ماجه، وهذا ما جعل أبا سعيد يبكي. 

فإنه روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله " ألا لا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه " فبكى أبو سعيد وقال " قد والله رأينا أشياء فهبنا" وفي رواية قال أبو سعيد "وددت أني لم أكن سمعته" رواه أحمد، ويسأل العبد يوم القيامة عن وفائه بما عقد على نفسه من عقود ونذور، وما قطع عليها من وعود وعهود، سواء كانت لله تعالى أم كانت لخلقه، فويل لمن أخلف وعده، ونكث عهده، ولم يفي بعقده " وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا " وفي آية أخرى " وكان عهد الله مسؤولا " وما نتمتع فيه من نعيم العافية، والصحة والأمن، والشبع والجدة، سنسأل عنه يوم القيامة " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " وقال قتادة رحمه الله تعالى "إن الله تعالى سائل كل ذي نعمة فيما أنعم عليه" 

وقال الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم "عن أي نعيم نسأل وإنما هما الأسودان الماء والتمر، وسيوفنا على رقابنا، والعدو حاضر؟ فعن أي نعيم نسأل؟" قال " إن ذلك سيكون" رواه أحمد، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليلقين أحدكم ربه يوم القيامة فيقول له ألم أسخر لك الخيل والإبل؟ ألم أذرك ترأس وتربع؟ ألم أزوجك فلانة، خطبها الخطاب فمنعتهم وزوجتك؟" رواه ابن حبان.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
6 + 11 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.