رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 مايو 2024 7:32 ص توقيت القاهرة

الجمعيه الحلقه الثانيه

مايسة امام  ابراهيم

المعلم ( جبر ) : صل عـ النبي ياسيدي ، أنا عاوز أوسع تجارتي وبدل المحل الصغير يبقى سوبر ماركت كبير فيه من الإبره للصاروخ ودا مش هينفع في المحل الصغير بتاعي ، أنا قلت آخد رأيك لو نفتح المحل على باقى الدورالأرضي اللي في بيتك ونوسع التجارة ونبقى شركاء ، انت بالمكان وأنا بالمال والبضاعة وحقك في المكسب محفوظ ونكتب عقود عشان تضمن حقك واضمن حقي واهي تبقى حاجة لا مؤاخذة توسع على أهل بيتك وأنا أكبِّر تجارتي قلت إيه ؟

لم يكن حافظ من الشخصيات المندفعة فصمت قليلاً وقال له : طيب سيبني أفكر يومين يامعلم وأرد عليك

المعلم جبر : اتفقنا يومين ياراجل ياطيب وإن شاء الله خير

وعلى بعد خطوات كان ( ماهر )يقف بين أصحابه كالمعتاد يروي لهم مغامرات لعبة الأمس وقد سمع الحوار الدائر بين أبيه والمعلم جبر وكم تمنى في نفسه أن يسرع والده بالموافقة دون تفكير فتكون لهم انفراجة جديدة وووداع لما حرمتهم منه ظروف الحياة ماأجمل الحياة بالأمل

ولم يلبث أن أسرع إلى البيت ليروي لإخوته ماحدث وبدأ كل منهم في نسج قصة من خياله عن ألوان الحياة البهية التي سيرونها والمتع التي ستأتي تباعا مع ذلك الفيض الجديد الذي لم يكن في الحسبان وتذكروا كلمة أمهم بأن في الغد خير كثير

عاد حافظ لبيته وروى مادار بينه وبين المعلم جبر لزوجته( صابرين ) التى انشرح صدرها وقالت له : خير خيرياأبو ماهر دا رزق العيال يمكن ربنا عاوز يوسع علينا شوية

صمت حافظ فترة ليست بالقصيرة ثم قال : أنت شايفة كدا

صابرين : آه ياأبو ماهر وبرضُه صلِّ استخارة الأول وشوف ربنا هيفتح عليك بإيه وخلال هذا الحديث

تبادر لمسامعهما صوت جلبة بالخارج وارتطام ، فخرجا مسرعين ليجدا الأولاد الأربعة قد طَرِحَوا أرضا إثر التنازع على سماع حوارهم ، وكانت نظرة حافظ لهم كفيلة أن تشعرهم بالجرم الذي ارتكبوه بالتصنت خلف الأبواب حتى أسرع ( يسر ) قائلا : مش احنا يابابا دا ماهر اللي قالنا إن المعلم جبر عاوزك تشتغل معاه لكن احنا معملناش حاجة

وإذا بماهر يوكزه وكزة طرحته جانبا وانطلقت ضحكات الأولاد مدوية ومعها ضحكات الأبوين التى أعلنت ضمنيا موافقة حافظ على العمل وكذلك غفرانه لما فعلوه من خطأ كبير وقال لهم وهو يتجه لحجرته وتطل من عينيه نظرة ذات مغزى : ولا تجسسوا متنسوش..... وأغلق باب الحجرة ليكمل الأولاد ما بدأوه من عراك برئ

صلى حافظ صلاة الاستخارة وشعر براحة تجاه عرض المعلم جبر أخبره بموافقته على الشراكة بينهما وبدأت خطوات التنفيذ بالفعل والأولاد يتابعون عمل العمال كل يوم وسعادتهم تفوق الحدود وأحلامهم تتخطى حدوداً أكبر

ومرت فترة الإعداد وحان يوم الافتتاح وعمت السعادة بيت حافظ والحي كله يحتفل بوجود هذا الكيان التجارى الكبير الذي لم يعتادوا عليه وسيكون لهم نافذة مطلة على سلع ومنتجات كانت ترى على الشاشات فقط

انقضت ليلة الافتتاح بحمد الله وعاد حافظ وأولاده إلى المنزل على أجنحة السعادة وأثناء تناولهم للعشاء بدأت نظرات الأولاد الخبيثة البريئة تتجول بينهم ولسان حالها يقول من يبدأ الكلام حتى قالت فجر : بابا ...ماهر قال لنا إننا بقينا أغنياء وأصحاب تجارة وممكن ناخد من السوبر ماركت كل اللي عاوزينه مش كدا يابابا ؟

وأسرع زين مقاطعا : وكمان كدا مصروفنا هيزيد ، مش احنا بقينا أغنياء؟

وعقب يسر : آه وكمان عاوزين نصيِّف يابابا والنبي زي علاء صاحبي واخواته بيصيفوا كل سنة وبيجي يغيظنا ؟

انطلق ماهر بلهجة القائد قائلاً : ايه شغل العيال دا لالالا إحنا عاوزين كمبيوتر أحدث نوع وعاوزين إشتراك نت وراوتر وسرعة مفتوحة خلينا نشوف الدنيا وكل واحد فينا موبايل جديد زي أصحابنا

كان حافظ يستمع الى الأولاد وفكره بعيد بعد عمره عن أعمارهم وكأنه رحل عن المكان لم يعده إلا صوت صابرين وهي تقول له : ايه ياحافظ مالك ؟ الولاد بيكلموك

**************

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.