رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 مايو 2024 5:35 ص توقيت القاهرة

الدكتورة نبيله سامى تكتب : طواحين الحياة

همسة ......بقلم : د نبيله سامى

وتطحنا طواحين الحياة وسرعان مانجد الإحباط يدق بابنا ونجد أن سرعة الإنفعال أصبحت سمة من سماتنا ومايساهم في ذلك أيضا رهافة الإحساس والغلو فيه وبتعبير أدق إرهاف الجانب الأخلاقي من كيان الإنسان وحساسيته الزائدة خلق أنواع من الكراهيات يشعر بها صاحبها تجاه بعض التحديات والمشكلات في حياتنا مما يجعل اللامبالاه والبرودة العاطفية والنفور ضيف ثقيل علينا ..... وإذا نزلنا إلي أعماق الإنسان نجد أنه يحتاج إلي التقدير والإستحسان وأصبح الإنسان يهتم بما يقال عنه والأحكام التي يصدرها الآخرون علي سلوكه وتصرفاته وأعماله وكلامه وهذا الإهتمام بآراء الآخرين يخلق حالة روحية هي الخوف .فإنه يخشي أن لايقدر كما يريد أو كما يتصور إنه سيقدر وهذا حتما ينتهي بالإنسان إلي الإحباط لأنه يتصور دوما أنه محور إنتباه العالم المحيط به وأن الناس يراقبون حركاته وسكناته ويقضي أوقاتة في تأويل مايصدر عن الآخرين ويبالغ مبالغة لامعني لها ولا أساس لهاويعطي الأشياء صدي لانستحقه ونري صداها في نفسه تنقص من فعاليته في الحياة الإجتماعية ويتأثر محيطه الإجتماعي.... والإحباط آفة شائعة ومنتشرة في أغلب الناس الذين لايملكون استقلال الرأي وقوة الشخصية والإنسان العاقل الحصيف يعرف قيمته الحقيقية ولايبالي بأحكام الآخرين إلا في حدود والدواء هنا في متناول أصحاب هذه الحالة لأنهم يستطيعون أن يسيطروا علي إحساسهم وأنفسهم دون أن يجلدوها أو يسحقوها ويتوصلوا من تلقاء أنفسهم إلي ماعندهم من ذكاء وطاقة ويجعلون السلام الداخلي يخيم علي حياتهم النفسية والعاطفية والإجتماعية وتذكر أخي الإنسان إنك تنطوي علي طاقات كامنة ووافرة تكفي لإمدادك بكل ماتحتاج إليه من جهد وتزويدك بالنشاط الدؤب المستمر المتقن الذي يمكنك من التغلب علي كل عناصر وأشكال الإحباط....وتذكر أخي الإنسان أنك تعطي وتفيد نفسك وغيرك وأنه لايستقيم لأحد من أبناء آدم أن يثابر وينجح في عمل مالم يشعل حماسته ويفرض علي نفسه الصلابة واعتبر الإحباط عدو لك قف أمامه وجها لوجه وحاربه وقاومه ولاتجعله يزعزع ثقتك بنفسك ويؤخرك عما تصبو إليه من أهداف وطموحات واستثمار طاقاتك وأشغل نفسك دائما بالعمل والإجتهاد وتطوير ذاتك وفقكم الله وإلي اللقاء في همسة جديدة

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.