رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 8 يونيو 2025 5:35 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن أعظم القربات إلى العلي المتعال

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم الأحد 29 اكتوبر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، فهو صلي الله عليه وسلم الذي تحدث عنه الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما فقال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نام تنام عينه ولا ينام قلبه، فقد جاءت ملائكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم، فقال بعضهم إن لصاحبكم هذا مثلا فاضربوا له مثلا، فقال بعضهم إنه نائم، وقال بعضهم إن العين نائمة والقلب يقظان، فقال بعضهم مثله كمثل رجل بنى دارا، وجعل فيها مأدبة، وبعث داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة، فقال بعضهم أولوها له يفقهها، اي فسروا له الرؤيا هذه، فقال بعضهم إنه نائم.
وقال البعض إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا الدار هي الجنة، والداعي هو محمد فمن أجاب محمدا دخل الجنة، ومن لم يجب محمدا لم يدخل الجنة، ومحمد فرّق بين الناس، فمن آمن به وسار على دربه، واتبع سنتة، نال شفاعتة يوم القيامة، ونال رفقته وصحبته في الجنة، ومن خالف هداه لم ينل الشفاعة، وحُرم من هذه الرفعة وتلك الصحبة، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، فإن من أعظم القربات إلى الله سبحانه وتعالى هو ما قاله الإمام سفيان الثوري عندما قال " ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم " وروي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم.
أو يكشف عنه كربةً، أو يقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إليّ من أن أعتكف في هذا المسجد، ويعني مسجد المدينة شهرا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له، أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام " وإن سوء الخلق يفسد العمل، كما يفسد الخل العسل وإن التحلي بهذه الصفة العظيمة وهي صفة الرحمة يتطلب من الإنسان أن يسعى بكل جهده، ويعمل بأقصى طاقته على رفع المكروه عن إخوانه، وحب الخير لهم، ونفعهم بكل ما يستطيع نفعهم به، وإزالة الضر عنهم قدر الإمكان، والتفاني في الحيلولة بينهم وبين الوقوع في الضرر، لأن الرأفة هي أن تدفع عن غيرك المضار.
ولقد ذكر الله تعالى الرأفة في كتابه العظيم في آيات كثيرة، وبأساليب مختلفة، فمرة يذكر الرأفة بكونها اسما من أسماء الله الحسنى وصفة من صفاته العلى، فيقول تعالى "إن الله بالناس لرءوف رحيم" وقال تعالى "والله رءوف بالعباد " وقال تعالى " إنه بهم رءوف رحيم" وقال تعالى " إن ربكم لرءوف رحيم" وقال تعالى " وإن الله بكم لرءوف رحيم" وفي آيات أخرى يذكر الله الرأفة باعتبارها صفة من صفات أوليائه المتقين وعباده الصالحين، وذكر الله تعالى رأفة موسى عليه السلام بتلك المرأتين الضعيفتين حين سقى لهما، فقال تعالى " فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إنى لما أنزلت إلى من خير فقير".

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.