رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 7 يونيو 2025 10:48 م توقيت القاهرة

واحد لا شريك له ولا نظير له

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله مصرّف الأوقات وميسر الأقوات فاطر الأرض والسماوات أهل الفضل والمكرمات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلقنا لعبادته ويسر لنا سبل الطاعات، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، جاء بالحنيفية السمحة ويسير التشريعات، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد أفضل المخلوقات وأكرم البريات وعلى آله السادات وأصحابه ذوي المقامات والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم العرصات أما بعد فاتقوا الله عباد الله وكلوا من الطيبات واعلموا الصالحات فاليوم حياة وغدا ممات، ثم أما بعد علموا أولادكم أن الله ربنا عز وجل واحد لا شريك له ولا نظير ولا وزير، فلا يصح أن يكون هناك أكثر من قائد للمجموعة الواحدة وإلا إختلفا وفسد أمر هذه المجموعة، كما أننا لا نراه بأعيننا لأننا لن نحتمل ذلك، لأن نوره أقوى من أن تتحمله أعيننا.

ويمكن أن نحكي لهم قصة نبي الله موسى عليه السلام والجبل، ولكننا نستطيع أن نراه سبحانه وتعالي في الجنة فقط فهذه هي أعظم نعمة يمن بها الله تعالى على عباده المتقين في الجنة، أما في الدنيا فهو سبحانه وتعالي يرانا ويسمعنا أينما كنا ونحن نشعر به ونراه في كل شيء جميل من مخلوقاته، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حين يرى الهلال أول كل شهر ينظر إليه قائلا "ربي وربك الله" وكما ينبغي علينا أن نعلمه الصلاه ونخبره بأن الصلاة إن الصلاة عماد الدين، بها يقام وبدونها يهدم والعياذ بالله، لذا فإن تعليمهم إياها وترغيبهم فيها من أهم واجبات الوالدين التربوية، وكما في هذه المرحلة يتم تدريب الطفل على الزكاة من خلال تدريبه على الصدقة، فنتصدق أمامه بما تيسر، ونخبره أن الصدقة تطفيء غضب الرب وأن المؤمن في ظل صدقته يوم القيامة.

فقد قال الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم عن فضلها "كل امرئ في ظل صدقته حتى يُفصل بين الناس" وكما قال صلى الله عليه وسلم "تصدقوا ولو بتمرة؛ فإنها تسد من الجائع، وتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار" وكما قال صلى الله عليه وسلم "داووا مرضاكم بالصدقة" فالمال الذي نملكه هو مال الله عز وجل إستودعه لدينا ليختبرنا به، ويرى ماذا سنصنع فيه ؟ وكما ينبغي أن نشرح له الآية القرآنية الكريمة التي يقول فيها الله تعالي " مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة ، والله يضاعف لمن يشاء" وأن نعطيه الصدقة ليعطيها بنفسه للفقير والمحتاج ليشاركنا الأجر، ويشعر بحلاوة ذلك ويعتاده، ونعلمه أن التصدق لا يكون بالمال فقط، وإنما بالملابس والأحذية والكتب والحلوى والآنية، والأدوات المدرسية.

وما إلى ذلك من الأغراض التي تزيد عن حاجتنا ويمكن أن يحتاجها الفقراء، وجدير بالذكر أن الطفل في نهاية هذه المرحلة يكون أكثر حرصا على ممتلكاته، وأشد إهتماما بأناقته وحسن مظهره من ذي قبل، فإذا رفض التصدق من ملابسه وأحذيته مثلا، تركناه كما يشاء وإقترحنا عليه أن يتصدق من لعبه أو كتبه، أو غير ذلك مما يختاره هو، ولا ينبغي أبدا أن نكرهه على الصدقة، أو غيرها، ولنتذكر قول الله تعالى " لا إكراه في الدين" ويمكن أن نخصص في البيت صندوقا للصدقات يضع فيه الوالدان والأولاد ما هم في غنى عنه أو ما يستطيعون التصدق به، وكلما امتلأ قاموا بترتيب هذه الأغراض وأعطوها لمن يستحقها، فاللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي في معاشنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.