رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 17 مايو 2024 5:54 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن التحذير من يوم الصاخة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 26 ديسمبر
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وإنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين، ثم أما بعد روي عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بعض أسفاره، وقد تفاوت بين أصحابه السير ، فرفع بهاتين الآيتين صوته من سورة الحج.
"يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد " فلما سمع ذلك أصحابه حثوا المطي وعلموا أنه عند قول يقوله، فلما تأشبوا حوله قال " أتدرون أي يوم ذاك ؟ ذاك يوم ينادى آدم يناديه ربه ؟ يقول يا آدم ابعث بعث النار، قال يا رب وما بعث النار؟ قال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار، وواحد إلى الجنة " قال فأبلس أصحابه حتى ما أوضحوا بضاحكة فلما رأى ذلك قال " اعملوا وأبشروا فوالذي نفس محمد بيده إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء إلا كثرتاه، يأجوج ومأجوج، ومن هلك من بني آدم ومن بني إبليس "
قال فسري عنهم ثم قال " اعملوا وأبشروا فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير، أو كالرقمة في ذراع الدابة " واعلموا يرحمكم الله إن يوم القيامة هو يوم الصاخة والقارعة والطامة، ويوم الزلزلة والآزفة والحاقة ويوم يقوم الناس لرب العالمين، فتذكر أهل الإيمان والعمل الصالح حين يخرجون من قبورهم وقد ابيضت وجوههم بآثار الحسنات، لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون وتذكر عندما يقول الرب تبارك وتعالى بحقهم يا ملائكتي، خذوا بعبادي إلى جنات النعيم، خذوهم إلى الرضوان العظيم، فأصبحوا بحمد الله في عيشة راضية، وفتحت لهم الجنان، وطاف حولهم الحور والولدان، وذهب عنهم النكد والنصب، وزال العناء والتعب، وتذكر في المقابل تلك النفس الظالمة المعرضة عن دين الله.
عندما يقول الله تبارك وتعالى بحقها يا ملائكتي، خذوه فغلوه، ثم الجحيم صلوه، فقد اشتد غضبي على من قل حياؤه مني، فسيقت تلك النفس الآثمة الظالمة إلى نار تلظى وجحيمٍ تَغيظ وتَزفر، وقد تمنت تلك النفس أن لو رجعت إلى الدنيا لتتوب إلى الله وتعمل صالحا، وهيهات هيهات أن ترجع، فكبكبت على رأسها وجبينها، وهوت إلى أسفلِ الدركات وتقلبت بين الحسرات والزفرات، فلا إله إلا الله ما أعظم الفرق بين هؤلاء وأولئك وصدق الله تعالى إذ يقول " إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم " فاتقوا الله واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون" .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.