رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 24 أبريل 2024 3:12 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن الرافعي مع السلطان جلال الدين 

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري  

 

ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن الإمام أبو القاسم الرافعي القزويني وهو عبد الكريم ابن أبي الفضل، وقد استفاد الرافعي من والده الذي كان متضلعا في الفقه والحديث، بالإضافة إلى مشائخه الآخرين، وإلى عمله في نقل الأقول، والتفسير وروايته للحديث، والتدريس والفتوى، وقال عنه ابن الملقن وكان رحمه الله طاهر اللسان في تصنيفه، كثير الأدب، شديد الاحتراز فِي النقول، فلا يطلق نقلا عن أحد إلا إِذا وقف عليه من كلامه، فإن لم يقف عليه وعبر بقوله وعن فلان كذا وذكر عنه أنه كان شديد الاحتراز في مراتب الترجيح، فيقول تارة على الأصح، وتارة يقول عند الأكثرين أو عند فلان، وأحيانا يعبر عما هو من جهته فيقول مثلا "الأحسن، والأعدل، والأشبه، والأمثل، والأقرب، والأنسب، أو ينبغي كذا" 

 

وقد جاء النووي من بعده، وحذا حذوه في التحقيق والترجيح، وكانت له اجتهادات واختيارات إضافية، جمعها في كتبه، وتعد كتب الرافعي، وكتب النووي من أهم المرجع المعتمدة عند متأخرى الشافعية في الفقه الشافعي والعمدة في تحقيق المذهب، والمعتمد لدى المفتي وغيره، وقال ابن النقيب، في مقدمة كتاب عمدة السالك، هذا مختصر على مذهب الإمام الشافعي رحمة الله تعالى عليه ورضوانه، اقتصرت فيه على الصحيح من المذهب عند الرافعي والنووي، أو أحدهما، وقد أذكر فيه خلافا في بعض الصور، وذلك إذا اختلف تصحيحهما، مقدما لتصحيح النووي جازما به، فيكون مقابله تصحيح الرافعي، وكان لأبي القاسم الرافعي مكانة عند الولاة، وقد كان له موقف مع السلطان جلال الدين خوارزم شاه.

 

وهو جلال الدين ابن علاء الدين خوارزم شاه، وهو يعرف بجلال الدين منكبرتي، وفي سنة ثلاث وعشرين وستمائه هجرية وهي السنة التي كان فيها وفاة الرافعي دخل السلطان جلال الدين قزوين، والتقى بالإمام الرافعي، وتحادثا، وقال له الرافعي سمعت أنك قاتلت الكفار حتى جمد الدم على يدك، وطلب منه أن يريه يده ليقبلها، فقال له السلطان لا بل أنا الذي سيقبل يدك، ثم قبل السلطان يد الشيخ، وقال الذهبي وقال الشيخ تاج الدين الفزاري حدثنا ابن خلكان، أن خوارزم شاه غزا الكرج، وقتل بسيفه حتى جمد الدم على يده، فزاره الرافعي وقال هات يدك التي جمد عليها دم الكرج حتى أقبلها قال لا بل أنا أقبل يدك، وقبل يد الشيخ، وقال تاج الدين السبكي نقلت من خط الحافظ صلاح الدين خليل ابن كيكلدي العلائي.

 

نقلت من خط الحافظ علم الدين أبي محمد القاسم ابن محمد البرزالي، نقلت من خط الشيخ الإمام تاج الدين ابن الفركاح، أن القاضي شمس الدين ابن خلكان حدثه أن الإمام الرافعي توفي في ذي القعدة، سنة ثلاث وعشرين وستمائة، وأن خوارزم شاه، ويعني جلال الدين غزا الكرج بتفليس في هذه السنة، وقتل فيهم بنفسه حتى جمد الدم على يده، فلما مر بقزوين خرج إليه الرافعي، فلما دخل إليه أكرمه إكراما عظيما، فقال له الرافعي سمعت أنك قاتلت الكفار حتى جمد الدم على يدك، فأحب أن تخرج إلي يدك لأقبلها، فقال له السلطان بل أنا أحب أن أقبل يدك، فقبل السلطان يده.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.