رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 8 يونيو 2025 8:50 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي شرح صدور المؤمنين فانقادوا لطاعته، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، إن من مظاهر رحمة النبي صلي الله عليه وسلم هر رحمتة بالحيوان فقد تجاوزت رحمته صلى الله عليه وسلم ذلك كله إلى الحيوان والبهيمة فيروي عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطا لرجل من الأنصار، فإذا فيه جمل فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حن وذرفت عيناه فأتاه صلى الله عليه وسلم فمسح ظفراه فسكت، فقال صلى الله عليه وسلم من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال لي يا رسول الله، فقال له صلي الله عليه وسلم.
" أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبة" وتتجاوز رحمته البهائم إلى الطيور الصغيرة التي لا ينتفع بها الإنسان كنفعه بالبهائم، ومنها الرحمة بكبار السن، فقد جاء أبو بكر الصديق بأبيه عام الفتح يقوده نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه كالثغامة بياضا من شدة الشيب، فرحم النبي صلى الله عليه وسلم شيخوخته وقال " هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه، قال أبو بكر رضي الله عنه هو أحق أن يمشي إليك يا رسول الله من أن تمشي إليه" وهو القائل صلى الله عليه وسلم " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا" ومنها الرحمة بالكفار، فالرحمة في الإسلام لم تقتصر على المسلمين فحسب بل تعدت لتشمل الكفار كذلك، فعندما قيل له صلى الله عليه وسلم ادع على المشركين قال.
" إني لم أبعث لعانا، وإنما بعثت رحمة" رواه مسلم، وقال في أهل مكة لما جاءه ملك الجبال ليأمره بما شاء " بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا " رواه البخاري ومسلم، ولما أصيب في أحد قال له الصحابة الكرام ادع على المشركين فقال " اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون" إن محبة الله ومغفرته للعبد من حضي بها فقد حاز الأمن والسعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، وبها تنال حلاوة الإيمان، فعن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار" وتطلق سمة الانفتاح على الصفات ذات الصلة كالألفة والثقة بالنفس.
والسعي للإثارة والدفء، والنشاط والعواطف الإيجابية، وتؤثر الحياة العائلية والطريقة التي نشأ عليها الشخص في سماته، وقد أظهرت دراسات التوائم وأبحاث أخرى أن نحو نصف الاختلافات بين الأفراد، تنتج عن مورثاتهم في حين ينتج النصف الآخر عن بيئاتهم، وقد وجد الباحثون أن الضمير والانبساط والانفتاح على التجارب والعُصاب ثابتة بشكل مترابط منذ الطفولة وحتى البلوغ، والانفتاح هو التقدير العام للفن والعاطفة والمغامرة والأفكار غير المألوفة والخيال والفضول وتنوع التجارب، ويتمتع الأشخاص المنفتحون على التجارب بالفضول الثقافي والانفتاح العاطفي وتقدير الجمال والاستعداد لتجربة الأشياء الجديدة، وأيضا يميلون أن يكونوا أكثر إبداعا ووعيا بمشاعرهم بالمقارنة مع الأشخاص الانطوائيين.
وغالبا ما يعتنقون معتقدات غير تقليدية، قد يُعتبر الانفتاح الشديد تقلبا أو نقصا في التركيز، ويميل أصحابه إلى القيام بسلوكيات خطيرة أو تعاطي المخدرات، وعلاوة على ذلك، يُقال إن الأفراد ذوي الانفتاح الشديد يسعون لتحقيق الذات بشكل خاص عبر التجارب الشديدة والمُبهجة، وعلى العكس، يسعى الأشخاص الأقل انفتاحا إلى تحقيق الاكتفاء من خلال المحافظة ويتسمون بالواقعية والاستناد إلى البيانات، وقد يوصفون بالحزم والانغلاق.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.