رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 20 يونيو 2025 9:07 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن السمك والجراد في الإسلام

بقلم / محمــــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين 23 أكتوبر
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي كان من عظيم فضله صلي الله عليه وسلم عند ربه، أن جعل الله وجوده بين أصحابه أمنة من العذاب ومن عظيم فضله أن أخذ الله العهد والميثاق على جميع الأنبياء من قبله، على الإيمان به ونصرته والبشارة به ومن دلائل عظيم قدره عند ربه صلى الله عليه وسلم أنه انفرد عن إخوانه من الأنبياء والرسل أجمعين بخصائص في الدنيا والآخرة لم تكن لغيره من الرسل وذلك كرامة وتشريفا له وكل الأنباء والرسل خاطبهم الله بأسمائهم مجردة إلا رسول الله فقد خاطبه بوصف النبوة والرسالة، ومنها أنه أعطي القرآن فمعجزته باقية الى يوم القيامة ولعظيم قدره ومنزلته عند ربه.
فقد أقسم الله بعمره كما خص الله رسوله بالإسراء والمعراج حتى أدناه منه وقربه وأراه من آياته الكبرى ووعده بالمقام المحمود، ومقامه المحمود هو مقام الشفاعة عند ربه في يوم تشيب من هوله الولدان، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد إن السمك والجراد، في فقه الشريعة له أحكام وأقوال وهنا يقول قائل إذا كان بقاء الدم فى الحيوان يؤذى فكيف نأكل السمك دون أن نذبحه؟ وإذا كان أكل السمك جائزا ودمه فيه لماذا نشترط تزكية الدابة الأخرى مثل الغنم؟ فإذا كان الدم هو العلة فالدم يبقى في السمك، ويبقى في الجراد، ولكن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال "أحلت لكم ميتتان السمك والجراد" والحقيقة الشيء الذي لا يصدق أن السمك حينما تصطاده، أو حينما يخرج من الماء، ينتقل دمه كله إلى غلاصمه، فكأنك ذبحته.
وقلما تجد دما في السمك، والصيادون يفتحون الغلاصم يرونها متوردة أي كل الدم صار في الغلاصم، فصيد السمك حينما يخرج السمك من الماء ينتقل دمه إلى غلاصمه وكأنه ذبح، وربما كشف العلم في المستقبل موضوع الجراد، وفى الصحيحين عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بعث سرية من أصحابه فوجدوا حوتا كبيرا قد جزر عنه البحر أي ميتا، فأكلوا منه بضعة وعشرين يوما ثم قدموا إلى المدينة فأخبروا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فقال كلوا رزقا أخرجه الله لكم" إذن مسموح أن تأكل السمك دون أن يذبح وأيضا ننتقل إلى جزئية أخرى وهى أن إتلاف المال لا يرضي الله عز وجل، وأنه يجوز الانتفاع بجلد الدابة الميتة، وكان هناك سؤال يقول هل الدابة التي تموت هل يجوز أن ننتفع بجلدها ؟
وإن الجواب هو نعم، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال تصدق على مولاة لميمونة أم المؤمنين بشاة فماتت فمر بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال " هلا أخذتم إهابها فدبغتموه" يعنى جلدها فانتفعتم به فقالوا يا رسول الله إنها ماتت فقال صلى الله عليه وسلم "إنما حرام أكلها" رواه مسلم، فإن جلدها مال ولا يجوز أن نتلف المال، وقال صلى الله عليه وسلم "دباغ الأديم زكاته" أى يجعل استعماله حلالا إذا دبغته، وفي حديث آخر عن بن عباس رضى الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم "دباغه يذهب بخبثه" وفي حديث آخر عن بن عباس رضى الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم " إذا دبغ الإيهاب فقد طهر" رواه مسلم، فلو أن الدابة ماتت يمكن أن ننتفع بجلدها، وهذا يبين النظرة الاقتصادية، إتلاف المال لا يرضي الله عز وجل.
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ من قعب، وبقى في القعب فضلة فقال ردوها إلى النهر لعل لله ينفع بها قوما آخرين، أى بمعنى بقيت فضلة من الماء ما سمح النبي صلى الله عليه وسلم أن تهرق، فإن إتلاف المال والتبذير في استعمال الماء هذا ليس من أخلاق المسلم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
3 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.