بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي شرح صدور المؤمنين فانقادوا لطاعته، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، روي عن أنس رضي الله عنه قال جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج رسول الله صلى الله، عليه وسلم يسألون عن عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها وقالوا أين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر له تقدم من ذنبه وما تأخر قال أحدهم أما أنا فاصلي الليل أبداً ، وقال الآخر وأنا أصوم الدهر ولا أفطر وقال الآخر وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا فجاء رسول الله صلي الله عليه وسلم إليهم فقال" أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني" متفق عليه.
ونعلم فضل الصيام واجره الذي لايعلمه إلا الله ومع ذلك انظر رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمته حيث نهى أصحابه رضي الله عنهم عن الوصال في الصوم تيسيرا عليهم ورفقا بهم، كما استحب لهم تعجيل الفطور، وتأخير السحور، تيسيراعليهم، وقد صرح بأن الوصال يختص به لقوله " لست في ذلك مثلكم " وقوله " لست كهيئتكم " ونعلم فضل الحج ورجوع الحاج من ذنوبه كيوم ولدته امه ومع ذلك، تأخر صلي الله عليه وسلم في الرد على من سأل عن تكرار الحج في كل عام خشية فرضه بهذه الصورة على المسلمين، وكان الحج علي المستطيع فقط دون غير معه الزاد والراحله، وإن الصدق يجعل الناس أكثر احتراما لك، ولكن هنالك فرق بين أن تكون صادقا لأجل الناس، أو تكون صادقا لأجل الله تعالي ففي الحالة الأولى لا تكسب أي أجر في الآخرة.
لأنك تكون قد أخذت ثواب عملك في الدنيا من احترام الناس وتقديرهم لك وتعاملهم معك وثقتهم بك، أما إذا كان صدقك من أجل الله تعالي، فإنك تكسب أجر الدنيا وأجر الآخرة، فإن في الدنيا تكسب الاحترام والثقة والمحبة، وفي الآخرة تكسب الأجر العظيم فتكون مع الأنبياء والصدّيقين والصالحين، وإن الدين ليس مجرد زعم قائل أو متقول بقوله عقيدة تستقر في ضميره ويخالفها العمل، ولا شعائر تقام دون أن يكون لذلك كله أثره في سلوك الإنسان في كل أعماله وتصرفاته ومجالات حياته، فقد أقام الإسلام قواعد ثابتة للتنظيم العائلي والاجتماعي تحدد علاقات الناس بعضهم ببعض، وترسم لكل فرد في المجتمع حقوقا وواجبات منبثقة من العقيدة الأساسية التي ينبثق منها كل صالح وصواب في العبادات والتصورات والعلاقات بكل صورها وأشكالها.
وإن الجار هو من جاورك في دارك سواء أكان مسلما أو كافرا، برا أو فاجرا، صديقا أو عدوا، محسنا أو مسيئا، قريبا أو بعيدا، وليس للجار ضابط من عدد أو غيره، والمرجع في ذلك إلى عرف الناس، فكل من عده الناس جارا لك، فهو جار تجب له حقوق الجوار، ولقد أوصى الإسلام بالجار وأعلى من قدره، فإن للجار في ديننا حرمة مصونة، وحقوق مرعية، حيث قرن المولى سبحانه وتعالى الإحسان إلى الجار بعبادته وتوحيده، فقال سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة النساء " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا" فهذه وصية الله عز وجل في كتابه. عرض أقل
التعليقات
سعيد اسحق
جارى
رد
دقيقة واحدة
إضافة تعليق جديد