رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 8 يونيو 2025 10:21 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن المراهق وحالته النفسية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله تعالى ذو الجلال والإكرام، مانح المواهب العظام، والصلاة والسلام على النبي سيد الأنام، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم على التمام، الذي كان من مواقفه صلي الله عليه وسلم كما جاء في صحيح الإمام مسلم أن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه وأرضاه، قال والذي أخذ بصري بعد أن أعطانيه، كان جابر بن عبد الله أعمى البصر، وأما قلبه فمبصر، قلبه يرى، فقلبه على بصيرة من الله، وأما بصره فأخذ الله تعالي نوره ليعوضه جنة عرضها السماوات والأرض، فبعضهم عيونه كبيرة ولكن قلبه صغير، وبعضهم يرى كل شيء ولكن لا يرى طريق الهداية، ويقسم جابر بن عبد الله رضي الله عنه بمن أخذ بصره بعد أن أعطاه، وهو الله، ولا يقسم إلا بالله، لقد سافر مع الرسول صلي الله عليه وسلم.
فقال جابر لما خرجت معه في الغزوة أخذني صلي الله عليه وسلم بيدي، فخرجت معه إلى الصحراء، وانفرد الرسول صلى الله عليه وسلم بجابر، ثم قال له صلى الله عليه وسلم " يا جابر أترى تلك الشجرة؟ قلت نعم، يا رسول الله قال اذهب إليها، وقل لها أيتها الشجرة إن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لك تعالي فذهب فقال يا أيتها الشجرة إن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول تعالي، فقال جابر فوالذي نفسي بيده لقد أقبلت تشق الأرض شقا حتى وقفت بجانبه، ثم قال صلي الله عليه وسلم له اذهب إلى الشجرة الأخرى، وقل لها يقول لك الرسول صلى الله عليه وسلم تعالي، فيذهب فيقول لها ما قاله رسول الله صلي الله عليه وسلم، فقال جابر فوالذي نفسي بيده لقد أقبلت تشق الأرض شقا حتى وقفت بجانبه، وفي لفظ آخر للإمام مسلم تخد الأرض خدا.
وهو من باب الأخدود أي الشقوق في الأرض، فلما انتهى صلى الله عليه وسلم من حاجته أخذ بغصنين غصن من شجرة وغصن من شجرة، وقال يا جابر قل لهما تعودان إلى مكانيهما، فقال لهما، فقال جابر والذي نفسي يبده لقد عادتا تشقان الأرض شقا حتى وقفتا مكانيهما " وهذا هو الحق والبرهان الناصع على أنه رسول من الله صلي الله عليه وسلم، وإن المراهق يحتاج إلى من يتفهم حالته النفسية ويراعي احتياجاته الجسدية، ولذا فهو بحاجة إلى صديق ناضج يجيب عن تساؤلاته بتفهم وعطف وصراحة، صديق يستمع إليه حتى النهاية دون مقاطعة أو سخرية أو شك، كما يحتاج إلى الأم الصديقة والأب المتفهم، ويجب على أولياء الأمور إلى التوقف الفوري عن محاولات برمجة حياة المراهق، ويقدم بدلا منها الحوار، والتحلي بالصبر، واحترم استقلاليته وتفكيره.
والتعامل معه كشخص كبير، وغمره بالحنان وشمله بمزيد من الاهتمام، وكذلك يجب على الأمهات بضرورة إشراك الأب، في تحمل عبء تربية أولاده في هذه المرحلة الخطيرة من حياتهم، فإن الأم يجب أن تشجع ابنها، وتبث التفاؤل في نفسه، وتجمل أسلوبها معه، وان تحرص على انتقاء الكلمات، كما تنتقي أطايب الثمر، وأيضا أيها الأب أعطه قدرا من الحرية بإشرافك ورضاك، لكن من المهم أن تتفق معه على احترام الوقت وتحديده، وكافئه إن أحسن كما تعاقبه إن أساء، حاول تفهم مشاكله والبحث معه عن حل، اهتم بتوجيهه إلى الصحبة الصالحة، كن له قدوة حسنة ومثلا أعلى، احترم أسراره وخصوصياته، ولا تسخر منه أبدا، وصاحبه وتعامل معه كأنه شاب، فاصطحبه إلى المسجد لأداء الصلاة.
وخاصة الجمعة والعيدين، وأَجب عن كل أسئلته مهما كانت بكل صراحة، ووضوح ودون حرج، وخصص له وقتا منتظما للجلوس معه، وأشركه في النشاطات الاجتماعية العائلية كزيارة المرضى وصلة الأرحام، ونمّ لديه الوازع الديني وأشعره بأهمية حسن الخلق.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.