رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 5 مايو 2024 12:50 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن المسلم مع البيوع والمعاملات المحرمة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين عظيم العطاء، وصاحب الكرم والجود والسخاء، يصطفي بالفضائل من عباده من يشاء، المعطي لمن اختصه بقضاء حوائج العباد عظيم الجزاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله الموصوف بنبي الرحمة، والمؤنس للفقراء والضعفاء، فاللهم صلي عليه صلاة ذاكية نامية ما دامت الأرض والسماء، الذي كان من مظاهر رحمته صلى الله عليه وسلم بقومه هو عندما اشتد الأذى عليه صلى الله عليه وسلم بعد وفاة عمه أبي طالب وزوجتة السيدة خديجة رضي الله عنها، خرج صلى الله عليه وسلم إلى الطائف فدعا قبائل ثقيف إلى الإسلام، فلم يجد منهم إلا العناد والسخرية والأذى، ورموه بالحجارة حتى أدموا عقبيه، فقرر صلى الله عليه وسلم الرجوع إلى مكة.
حيث قال صلى الله عليه وسلم " انطلقت ويعني من الطائف وأنا مهموم على وجهي، فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب وهو ميقات أهل نجد، فرفعت رأسي فإذا سحابة قد أظلتني، فنظرت، فإذا فيها جبريل عليه السلام، فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردّوا عليك، وقد أرسل لك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، ثم ناداني ملك الجبال، قد بعثني إليك ربك لتأمرني بما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين وهما جبلان بمكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا " متفق عليه، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد.
فإن البيوع التي يتعاطاها الناس في حياتهم، من البيوع والمعاملات المحرمة، التي رأينا بعض الناس يتساهلون فيها، دون أن يفطنوا إلى موقف الشرع منها، مع أن التجار مطالبون بالحيطة الشديدة في كسبهم، وكثرة التصدق، حتى تسلم أرزاقهم مما قد يشوبها من الحرام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا معشر التجار، إن البيع يحضره اللغو والحلف، فشوبوه بالصدقة" رواه ابن ماجة، ولا يخفى عليكم أن أخطر موضوع فى الدين، بعد الإيمان بالله عز وجل هو الحلال والحرام، لأنك بالكون تعرفه، وبالشرع تعبده، بعد أن تستقر حقائق الإيمان في نفس المؤمن، وهو إيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره من الله تعالى، وبعد أن سعى الإنسان إلى أداء العبادات من صلاة، وصيام، وحج، وزكاة، ليس هناك موضوع على الإطلاق أخطر.
ولا أهم إلى نفس المؤمن من موضوع الحلال والحرام، لأن الإنسان إذا اقترف الحرام كان الحرام حجابا بينه وبين الله، فإن العلوم الدينية علوم كثيرة جدا، فهى علوم أدوات، وعلوم فرعية، وعلوم فقهية، فما من موضوع على الإطلاق أخطر في حياة المؤمن بعد إيمانه بالله من موضوع الحلال و الحرام، وإن من الواجبات على البائعين هو ترك بيعهم في وقت الصلاة لأن من المشاهد المؤلمة ازدحام بعض الأسواق، وفتح محلات البيع في أوقات الصلوات، بل حتى في صلاة الجمعة، والله تعالى يقول " يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلي ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون" فكيف يطلب هؤلاء اللاهون عن الصلاة رزق الله تعالى وهم مقيمون على معصيته في ذلك الوقت؟
ومن الواجبات على البائعين أيضا هو أداء حق الله تعالى من الزكاة إذا بلغت بضاعتهم النصاب، وحال عليها الحول، ومن الواجبات كذلك أن يحفظ البائع عورات الناس، فيغض بصره عن تتبع محاسن النساء، ويحذر إمالتهن عن الستر والعفة بقول أو بفعل فإن الله تعالى يراقبه، وإن له عورات، وللناس عيون، وأقوال وأفعال أيضا.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.