رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 17 مايو 2024 5:06 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن الناس يوم القيامة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 23 ديسمبر
الحمد لله ري العالمين شرح صدور المؤمنين فانقادوا لطاعته، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، فلم يجدوا حرجا في الاحتكام إلى شريعته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد إن الإسلام هو استسلام العبد لله تعالي وخضوعه وانقياده له، وذلك يكون بالعمل وهو الدين كما سمى الله تعالي في كتابه الإسلام دينا، وفي حديث جبريل عليه السلام سمى النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام والإيمان والإحسان دينا، وهذا أيضا مما يدل على أن أحد الاسمين إذا أفرد دخل فيه الآخر، وإنما يفرق بينهما حيث قرن أحد الاسمين بالآخر، فيكون حينئذ المراد بالإيمان جنس تصديق القلب وبالإسلام جنس العمل.
وفي مسند الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "الإسلام علانية والإيمان في القلب" وهذا لأن الأعمال تظهر علانية والتصديق في القلب لا يظهر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه إذا صلى على الميت " اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا، فتوفه على الإيمان " لأن العمل بالجوارح إنما يتمكن منه في الحياة، فأما عند الموت، فلا يبقى غير التصديق بالقلب ومن هنا قال المحققون من العلماء كل مؤمن مسلم، وإنه يحتاج الناس يوم القيامة عندما يشتد البلاء عليهم لمن يتوسط لهم عند ربهم من أصحاب المنازل العالية حتى يكون شفيعا لهم فيطلب الناس من أبيهم آدم عليه السلام أن يكون شفيعا لهم فيرفض ذلك ويعتذر، وبعد ذلك يتوجهون إلى نوح علي السلام فيعتذر منهم.
ويرسلهم إلى من بعده من الرسل عليهم السلام وهكذا، وصولا إلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلي الله عليه وسلم فيلجأ إلى ربه راجيا شفاعته في أمته، فيستجيب الله تعالى له، وإن الناس فيهم طيب الخصال، وفيهم خبيث الخصال، وفيهم السهل اللين المنقاد، وفيهم الغليظ الطبع، فمعرفة ذلك يساعد الإنسان ويعينه على التعامل الجيد معهم، بحيث يستفيد من طيب الطيب، وينجو ويسلم من شر صاحب الشر، وكذلك فإن الناس مختلفون، في الغضب والرضا، فهم على أربع طبقات وردت في الحديث، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا إن بني آدم خُلقوا على طبقات شتى، فمنهم، البطيء الغضب سريع الفيء، ومنهم سريع الغضب سريع الفيء، فتلك بتلك، ألا وإن منهم سريع الغضب بطيء الفيء.
ألا وخيرهم بطيء الغضب سريع الفيء، ألا وشرهم سريع الغضب بطيء الفيء" رواه الترمذي، ومعرفة الإنسان لأحوال الناس في الغضب والرضا، ومعرفته لحال كل إنسان بعينه يساعده في التعامل معه، فشرّهم، وهو سريع الغضب بطيء الفيء يحذره ويبتعد عنه، وخيرهم وهو بطيء الغضب سريع الفيء يقرب منه، والمتوسط منهم يتعامل حسب بقدر الحاجة، وإن الناس كثير والمرضي منهم في خصاله قليل، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال "إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة" متفق عليه، وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في رواية مسلم "تجدون الناس كإبل مائة لا يجد فيها الرجل فيها راحلة" فالمعنى لا تجد في مائة إبل راحلة تصلح للركوب، لأن الذي يصلح للركوب ينبغي أن يكون وطيئا سهل الانقياد، وكذا لا تجد في مائة من الناس من يصلح للصحبة بأن يعاون رفيقه ويلين جانبه.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.