رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 8 يونيو 2025 5:29 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن روعة المسلم ظلم عظيم

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم الأثنين 30 أكتوبر
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالَمين وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إن دراسة سير الأنبياء والرسل والأبطال والنابغين في ميادين العلم والمعرفة، والقتال والحرب، وعلى رأس ذلك دراسة سيرة سيد الخلق أجمعين محمد صلوات الله وسلامه عليه باعتباره القدوة الأولى للبشرية، لها أهمية كبري في نفوس الأفراد، لأن دراسة هذه الشخصيات هي التي تبعث الروح الخيرة في الناشئة، وتجسد فيهم معاني التضحية والفداء في سبيل المثل العليا، والمبادئ السامية، كما أن دراسة هذه النماذج تساعد المنظمات الموجهة للشباب في تطبيق السلوك الأخلاقي والاجتماعي بما يؤكد القيم الأخلاقية المرغوبة، وبما يحقق التوازن بين عطاء الأسرة والمدرسة والمجتمع.
في النواحي السلوكية والأخلاقية، وكذلك أيضا توحيد جهود الوسائل التربوية المتمثلة في البيت، والمدرسة، والراديو والمسرح والتليفزيون والكتاب ومنظمات الشباب، فإذا كانت المدرسة أو كان البيت قائما بالتربية الخُلقية، والمؤسسات الأخرى تقوم بما يعكسها فلا قيمة لجهد البيت أو المدرسة، وإن المدرسة هي أخطر مؤسسات التربية أثرا في حياة الناشئة لما يمكث الطالب في التعليم من سنوات اليفاعة والشباب غير أن دور المؤسسات الأخرى لا يقبل عنها حيث أصبحت كلها مراكز نفوذ وتسلط، واختراق للحواجز والبيوت، المر الذي يؤكد حتمية توحيد هذه الجهود منهجا وتخطيطا في سبيل تربية شباب الأمة على الخُلق الجميل، والسلوك الحسن المرغوب فيه، ولقد وضح لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم في الحديث الشريف.
قائلا "لا تروعوا المسلم فإن روعة المسلم ظلم عظيم" رواه البزار، وقال في حديث آخر"لا يقفن أحدكم موقفا يضرب فيه رجل ظلما فإن اللعنة تنزل على من حضره حين لم يدفعوا عنه" رواه الطبراني، فتعريض الإنسان لأي فزع جريمة، وحق الحياة الآمنة من المخاوف والمظالم لا بد من إنباته في حياة الجماعة، وتصل العظمة بالرسول صلى الله عليه وسلم الرائد الأول والأعظم لحقوق الإنسان، حين يحفظ للإنسان كرامته بعد موته، فقد قال لمن أراد أن يكسر عظم ميت "لا تكسره فإن كسرك إياه ميتا ككسرك إياه حيا" رواه مالك، وابن ماجه، وأبو داود، وأمر بالترفق بالميت فقال "إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه" رواه مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، ودعا إلى ستر سوءة الميت وعيوبه الشخصية.
فقال "لا تسبوا الأموات، فإنهم أفضوا إلى ما قَدموا" رواه البخاري، وقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم قام لجنازة يهودي، ولما عجب بعض الصحابة من ذلك نبههم إلى أن ذلك التكريم لمحض آدميته، ولمجرد إنسانيته، فحق الحياة مصون في ظل الرسالة المحمدية، وفى غياب هذه الرسالة والهدي النبوي الكريم تنتشر المذابح والمجازر الجماعية، ويصبح قتل النفس كشربة ماء، وما يحدث في العديد من مناطق الصراع اليوم خير شاهد على ذلك، ولنا الأسوة الحسنة في رسول الله الذي عاش صلى الله عليه وسلم عيشة الزهد فلم يشبع من خبز الشعير قط وربما وضع حجرين على بطنه ليسكت جوع بطنه وكان يأكل بأصبعه الثلاث ويلعقها إذا انتهى وأحب صلى الله عليه وسلم من الطعام الدباء وهو القرع والحلوى والعسل وكان لا يذم طعاما قط، وكان صلى الله عليه وسلم كريما سخيا جوادا، سأله يوما رجل فأعطاه غنما بين جبلين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.