رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 مايو 2024 2:27 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن طلب العلم حتي الممات

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 12 ديسمبر 2023
الحمد لله خلق الخلق وبالعدل حكم مرتجى العفو ومألوه الأمم كل شيء شاءه رب الورى نافذ الأمر به جف القلم، لك الحمد ربي من ذا الذي يستحق الحمد إن طرقت طوارق الخير تبدي صنع خافيه إليك يا رب كل الكون خاشعة ترجو نوالك فيضا من يدانيه وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، أسلم له من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا، أما بعد إن بلاغة النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم تأتي في درجة البيان بعد القرآن العظيم، حيث يقتبس الأديب من لفظها، ويزدان أسلوب الكاتب والخطيب بحليتها، ويغترف مفسّر القرآن الكريم من بحرها.
ويستضيء الحكيم حكمتها، ويستعين المفتي على إصدار أحكامه بها، وأمست الأصل الثاني للتشريع الإسلامي بعد التنزيل الحكيم، وقامت أصول الدين الحنيف على العقيدة الطاهرة، وعالجت مشكلات المجتمع، وغرست في النفوس الآداب السامية، وخلقت من القوم الضالين أناسا مهتدين، ومن العرب الأميين رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، نهضوا بالإسلام إلى أسمى مراتب الإنسانية، وسجلوا تاريخهم بمداد من الفخر على صفحات من نور، وقيل لابن المبارك إلى متى تطلب العلم قال حتي الممات إن شاء الله، وقد روي في الأثر " إذا أتي علي يوم لم أزد فيه علما يقربني من الله عز وجل فلا بورك في طلوع شمس ذلك اليوم " ونسمع عن الأولين أن أحدهم يسافر مسيرة شهر وشهرين في طلب حديث أو أحاديث.
ويغيب عن أهله سنة أو سنتين أو سنوات كل ذلك لطلب العلم ولا يملون، ولا يقولون أضعنا أهلنا، أو هجرنا بلادنا لأن الدافع قوي وهو تحصيل العلم النافع، فهكذا يكون طالب العلم، وروي عن العالم البيروني يتعلم مسألة في الفرائض وهو في مرض موته، وقد سألت امرأة السيدة عائشة رضي الله عنها، فقالت "يا أم المؤمنين كانت لي جارية، فبعتها من زيد بن أرقم، أى بعتها له بثمانى مائة إلى أجل، ثم اشتريتها منه بستمائة، فنقدته الستمائة، وكتبت عليه ثمانمائة" فقالت السيدة عائشة رضى الله عنها "بئس والله ما اشتريت، وبئس والله ما اشترى، أخبرى زيد بن أرقم أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يتوب" فقالت المرأة للسيدة عائشة رضى الله عنها "أرأيت إن أخذت رأس مالي، ورددت عليه الفضل؟
فقالت لها " إن تبتم فلكم رؤوس أموالكم" فهكذا البيوع التي يتعاطاها الناس في حياتهم، من البيوع والمعاملات المحرمة، التي رأينا بعض الناس يتساهلون فيها، دون أن يفطنوا إلى موقف الشرع منها، مع أن التجار مطالبون بالحيطة الشديدة في كسبهم، وكثرة التصدق، حتى تسلم أرزاقهم مما قد يشوبها من الحرام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا معشر التجار، إن البيع يحضره اللغو والحلف، فشوبوه بالصدقة" رواه ابن ماجة، ولا يخفى عليكم أن أخطر موضوع فى الدين بعد الإيمان بالله عز وجل هو الحلال والحرام، لأنك بالكون تعرفه، وبالشرع تعبده، بعد أن تستقر حقائق الإيمان في نفس المؤمن، وهو إيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره من الله تعالى.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.