رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 مايو 2024 4:40 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن عليكم بأعدائكم المتربصين بكم

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 15 ديسمبر
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان، ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد لقد خاطب الله عز وجل المسلمين فقال "وأعدوا" أي جهزوا أنفسكم لمواجهة أعدائكم بكل ما تقدرون عليه من عدد وعدة، لتدخلوا بذلك الرهبة في قلوب أعداء الله وأعدائكم المتربصين بكم، وتخيفوا آخرين لا تظهر لكم عداوتهم الآن، لكن الله يعلمهم ويعلم ما يضمرونه، ولو طالعنا القران الكريم لوجدناه قد اهتم بالحذر والحيطة واليقظة ايما اهتمام، وقد ورد الحذر في القرآن على ثلاثة أوجه، أو معان فالأول منها هو الخوف والخطر.
ويخوّفكم الله من نفسه أن تركبوا معاصيه، أو توالوا أعداءه، فإن لله مرجعكم وَمصيركم بعد مماتكم، ويوم حشركم لموقف الحساب، متى صرتم إليه وقد خالفتم ما أمركم به، وأتيتم ما نهاكم عنه من اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين، نالكم من عقاب ربكم ما لا قبل لكم به، يقول فاتقوه واحذروه أن ينالكم ذلك منه، فإنه شديد العقابن والثاني بمعنى الإباء والامتناع، أي امتنعوا وعن مجاهد قال"إن أوتيتم هذا فخذوه" إن وافقكم هذا فخذوه، وإن لم يوافقكم فاحذروه أي امتعوا عنه، ونزلت في اليهود، أنه زنت منهم امرأة وكان الله قد حكم في التوراة في الزنا بالرجم، فرفضوا أن يرجموها وقالوا، انطلقوا إلى محمد، فعسى أن يكون عنده رخصة، فإن كانت عنده رخصة فاقبلوها فأتوه، فقالوا يا أبا القاسم، إن امرأة منا زنت، فما تقول فيها؟
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم كيف حكم الله في التوراة في الزاني؟ فقالوا دعنا من التوراة، ولكن ما عندك في ذلك؟ فقال ائتوني بأعلمكم بالتوراة التي أنزلت على موسى فقال لهم بالذي نجاكم من آل فرعون، وبالذي فلق لكم البحر فأنجاكم وأغرق آل فرعون، إلا أخبرتموني ما حكم الله في التوراة في الزاني؟ قالوا حكمه الرجم، فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجمت، وأما الثالث بمعنى كتمان السر " إن الله مخرج ما تحذرون" أي مظهر ما تكتمون، ويمكن أن يضاف إلى ذلك معنى الاستعداد والتأهب، وهذا هو النداء الثالث والعشرين من نداءات الرحمن لأهل الإيمان في القرآن الكريم إذ ناداهم ليأمرهم بأخذ الحذر من عدوهم، وعدو المؤمنين وهو كل كافر من الإنس والجن، وعدوهم هو من يريد هلاكهم وخسرانهم وذلهم وضعفهم وحقارتهم.
ولا يكون هذا العدو إلا كافرا ظالما، والحذر يكون بتوقى المكروه بالأسباب المشروعة الممكنة، وينبغي أن تعلم أن الحذر من صفات المؤمنين وينبغي أن تعلم أيضا أنه لا ينبغي للمؤمن أن يكون ساذجا، لا يعتبر بالأحداث تدور حوله، فإذا ما خانك إنسان فلا ينبغي أن تثق به مرة أخرى، فتلك هي السذاجة، وإذا ما جربت فساد أمر فلا ينبغي أن تعود مرة ثانية وتجرب التجربة مرة أخرى، ولابد من الحذر من الاعداء لأن أعداء الله تعالى حريصون على إبادة هذا الدين وأهله، يرفعون لواء وشعار"دمروا الإسلام أبيدوا أهله" ابيدوا العرب وهم لا يتحرجون من أن يستخدموا أي أسلوب لتحقيق هدفهم، فإن علينا أن ننتبه وعلينا أن نحذر وإن علينا أن نعتبر بالأحداث.
وإن علينا أن نكون أقوياء في التخطيط والعمل فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، كما إن علينا أن نعد لأعدائنا لكل نوع من هجومهم سلاحه المقابل له حتى نتمكن من صد هجماتهم في كل وجه وأن نتدرع بالحذر البالغ خصوصا في هذا العصر فإن هذا هو ما أمر الله به.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.