رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 5 مايو 2024 7:23 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن عندما قرقرت بطن عمر بن الخطاب

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، والصلاة والسلام على من بعثه ربه هاديا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الذي قال " أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى قومه ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام" ففي شهر ربيع الأول من كل عام يقيم المسلمون حفلات الذكرى لميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فينصبون السرادقات، ويرفعون الإعلام، ويلقون الخطب، ويذيعون الأحاديث.
ويكتبون الفصول، يشرحون للناس فيما يخطبون ويذيعون ويكتبون سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أو ناحية من نواحي سيرته، ويذكرون تشريعه وأحكامه، وطريقته في التأديب، وإنهاض النفوس وتهذيب الأخلاق، فيذكرون أطواره صلى الله عليه وسلم، التي مر بها في حياته قبل البعثة وهو طفل رضيع في صحراء بني سعد، وهو غلام يرعى الغنم بمكة، وهو شاب قوي جلد يتجر ويسافر، ويحضر حرب الفجار وحلف الفضول، ثم يذكرون دعوته وكيف بدأت سرية ثم كانت جهرية، ويذكرون ما ناله من أذى قومه، واضطهادهم له، وتضييقهم عليه حتى أخرجوه من دياره وأمواله إلى المدينة، فكانت الهجرة، وكانت الحروب، وكان التشريع والأحكام إلى أن نزل قوله تعالى بعد ثلاث وعشرين سنة من مبعثه " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا "
فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد فإن من المواساة التي حدثت بين المسلمين الأوائل هو المواساة في عام الرمادة، وقد سمي عام الرمادة بذلك لأن الأرض كلها صارت سوادا، فشبهت بالرماد، وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه عام الرمادة، لو لم أجد للناس من المال ما يسعهم إلا أن أدخل على كل أهل بيت عدتهم، فيقاسمونهم أنصاف بطونهم حتى يأتي الله بحيا أي بالخير، فعلت فإنهم لن يهلكوا عن أنصاف بطونهم، وقال عياض بن خليفة رأيت عمر بن الخطاب عام الرمادة وهو أسود اللون، ولقد كان أبيض، فيقال مم ذا؟ فيقول كان رجلا عربيا، وكان يأكل السمن واللبن، فلما جاع الناس حرمها، فأكل الزيت حتى غير لونه، وجاع فأكثر من الجوع، وقال أنس بن مالك رضى الله عنه تقرقر بطن عمر بن الخطاب.
وكان يأكل الزيت عام الرمادة، وكان حرم عليه السمن، فنقر بطنه بإصبعه، وقال تقرقر تقرقرك، إنه ليس لك عندنا غيره حتى يحيا الناس، وقال زيد بن أسلم ما أكل عمر بن الخطاب في بيت أحد من ولده، ولا بيت أحد من نسائه ذواقا أي طعاما زمان الرمادة إلا ما يتعشى مع الناس، حتى أحيا الله الناس، وقال زيد بن أسلم وهو خادم عمر بن الخطاب، لما كان عام الرمادة، جاءت العرب من كل ناحية، فقدموا المدينة، فكان عمر بن الخطاب قد أمر رجالا يقومون عليهم، ويقسمون عليهم أطعمتهم وإدامهم، وكان عمر قد جعل كل رجل منهم على ناحية من نواحي المدينة، فإذا أمسوا اجتمعوا عند عمر فيخبرونه بكل ما حدث، وسمعت عمر يقول ليلة وقد تعشى الناس عنده أحصوا من تعشى عندنا، فأحصوهم من الليلة القابلة فوجدوهم سبعة آلاف رجل.
وقال أحصوا العيالات الذين لا يأتون، والمرضى، والصبيان، فأحصوا فوجدوهم أربعين ألفا، ثم مكثنا ليالي فزاد الناس، فأمر بهم فأحصوا فوجدوا من تعشى عنده عشرة آلاف والآخرين خمسين ألفا، فما برحوا حتى أرسل الله السماء، فلما مطرت رأيت عمر بن الخطاب قد وكل كل قوم من هؤلاء النفر بناحيتهم يخرجونهم إلى البادية، ويعطونهم قوتا وحملانا إلى باديتهم، ولقد رأيت عمر يخرجهم هو بنفسه.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.