بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 8 نوفمبر 2023
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، أما بعد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الدين يسر، ولن يشاد أحد الدين إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة" رواه البخاري، ومعني "إﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﺴﺮ" هو أن ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺚ ﺑﻪ ﺍﻟﻠﻪ محمد صلي الله عليه وسلم، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻳﻦ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺭﺑﻬﻢ ﻭﻳﺘﻌﺒﺪﻭﻥ ﻟﻪ ﺑﻪ ﻳﺴﺮ، ﻓﺎﻟﻨﺼﻮﺹ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﺴﺮ، ﻭﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ، ﻭﻟﻮ ﺗﻔﻜﺮ الإﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟﻮﺟﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﻤﺲ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﻣﻴﺴﺮﺓ ﻣﻮﺯﻋﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ، ﻳﺘﻘﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻄﻬﺮ، ﻃﻬﺮ ﻟﻠﺒﺪﻥ ﻭﻃﻬﺮ ﻟﻠﻘﻠﺐ، ﻓﻴﺘﻮﺿﺄ الإﻧﺴﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺻﻼﺓ.
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ لا ﺇﻟﻪ ﺇلا ﺍﻟﻠﻪ، ﻭأﺷﻬﺪ ﺃﻥ محمدا ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻠﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻴﻦ ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻄﻬﺮﻳﻦ، ﻓﻴﻄﻬﺮ ﺑﺪﻧﻪ أولا ﺛﻢ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ثانيا، ﺛﻢ ﻳﺼﻠﻲ، ﻭﻟﻮ ﺗﻔﻜﺮﺕ أيضا ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺃﺭﻛﺎﻥ الإﺳﻼﻡ، ﺗﺠﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﻬﻠﺔ، فأولا لا ﺗﺠﺐ ﺇلا ﻓﻲ الأﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ، ﺃﻭ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻬﺎ، ولا ﺗﺠﺐ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎﻝ، ﺑﻞ ﻓﻲ الأﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻤﻮ ﻭﺗﺰﻳﺪ ﻛﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺓ، ﺃﻭ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﻛﺎﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ لا ﻳﺰﻳﺪ، ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻪ الإﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ، ﻭﻓﻲ ﻣﺮﻛﻮﺑﻪ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ صلي الله عليه وسلم "ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻲ ﻋﺒﺪﻩ ولا ﻓﺮﺳﻪ ﺻﺪﻗﺔ" وكما أن جميع ﺃﻭﺍﻧﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻓﺮﺵ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﻟﺨﺪﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻪ الإﻧﺴﺎﻥ ﻟﺨﺎﺻﺔ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺯﻛﺎﺓ، ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺴﺮ، ﺛﻢ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ﻳﺴﻴﺮﺓ جدا، ﻓﻬﻲ ﺭﺑﻊ ﺍﻟﻌﺸﺮ، ﻳﻌﻨﻲ واحدا ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ.
ﻭﻫﺬﺍ أيضا ﻳﺴﻴﺮ، ﺛﻢ ﺇﺫﺍ ﺃﺩﻳﺖ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻨﻘﺺ ﻣﺎﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ صلي الله عليه وسلم "ﻣﺎ ﻧﻘﺼﺖ ﺻﺪﻗﺔ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ" ﺑﻞ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻭﺗﻨﻤﻴﻪ ﻭﺗﺰﻛﻴﻪ ﻭﺗﻄﻬﺮﻩ، فعليكم بالسماحه والتسامح وجبر الخواطر وخصوصا مع أهل بيتكم وزوجاتكم فإنه عندما تشيد بمجهود زوجتك على تحملها المسئولية، ومحاولتها لتعلم شيء جديد في أعمال المنزل، فتشكرها على ذلك وتمدحها، فإنك تجبر بخاطرها، وعندما تقول الزوجة شكرا لزوجها خاصة عندما يدخل بالطلبات إلى المنزل، ويكافح من أجلهم، فإنه من جبر الخواطر وتطيب النفوس، وكذلك فالابتسامة من تطيب النفوس، والكلمة الحسنة ومساعدة الغير من الأمور التي تجبر الخواطر، ولقد ربط الله عز وجل تمام الإيمان والصدق فى العقيدة بالتمسك بالوطن حتى لو كان الإنسان خارج هذا الوطن ولو مجبرا.
فإن نصر الله له قريب طالما كان حبهم لوطنهم عن قناعة وعدم رياء، ويجب على كل افراد المجتمع ان يعملوا على نجاح وطنهم وذلك بالحرص على التعلم الجيد والبعد عن الجهل مما يعزز موقف وطنهم أمام كافة الأمم أن به الكثير من العلماء والمثقفون القادرون على حمل لواء العلم والسعي إلى الحفاظ على قدرة هذا الوطن فى التصدي لأي هجمات عدائية او فكرية عن طريق اى حاقد، وكما يجب على كل مواطن الحفاظ على نظافة وطنه بعدم إلقاء القمامة بالشوارع وعدم تلويث الهواء بعادم السيارات وعوادم المصانع والحفاظ على مصادر المياه العذبة، كنهر النيل مثلا من التلوث عن طريق فرض قوانين وضوابط تمنع الناس من إلقاء ما يلوثه.
بالاضافة الى انه يجب على كل مواطن أن يحرص على ابتكار الأفكار الخلاقة، وكما يجب على كل مواطن أن يحرص على ابتكار الأفكار الخلاقة، من أجل حل عديد من المشكلات التى قد تواجه الوطن مثل الزيادة السكانية والجهل والفقر والمرض وكلها أسباب ومشكلات كارثية قد تؤدى إلى تدهور مرتبة هذا الوطن وعدم القدرة على أفراده للعيش فيه بسلام، كما يجب علينا أن نبذل قصارى جهدنا فى السعى من أجل الحفاظ على المجتمع سليما من الأمراض الاجتماعية التي تضر بالوطن مثل الكذب والفتنة والنميمة والغرور وكلها آفات قد تؤدى الى التباعد بين أطياف المجتمع الواحد وعدم الاحساس بالتعاون بينهما من أجل مساعدة وطنهم في مسيرته نحو النجاح.
إضافة تعليق جديد