رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 6 مايو 2024 3:01 م توقيت القاهرة

"السمواتُ والأرض" و"السمواتُ والأرضُ وما بينهما" بمعنى

نقلت رغداء صبيح

وردت العبارة الكريمة "السموات والأرض" 132 مرة في القرآن العظيم، بينما وردت العبارة الكريمة "السموات والأرض وما بينهما" 17 مرة فيه. وقد يظن البعض أن هناك اختلافاً في "المعنى السياقي" بين العبارتين. وهذا ظن في غير محله لأن إحجام الله تعالى عن ذكر "وما بينهما" في المرات الـ 132 التي ذُكرت فيها عبارة "السموات والأرض" في القرآن العظيم، لا يعني على الإطلاق أن المقصود بعيدٌ كل البُعد عما كان ليكون عليه الأمر لو ذُكرت عبارة "وما بينهما". ففي هذه المرات الـ 132 التي ذُكرت فيها عبارة "السموات والأرض" كانت عبارة "وما بينهما" مضمرةً ولكن غير غائبة. فلله تعالى أن "يُفصِّل" فيذكر "السموات والأرض وما بينهما"، وله أن "يوجز" فيقول "السموات والأرض"، وليس لنا من الأمر شيء حتى نفترض اعتسافاً وجُزافاً أن هناك فرقاً بين العبارتين الكريمتين يُمليه علينا ما نظنه من أن لغة القرآن العظيم لابد وأن تخضع لما أخضعنا له عباراتِنا وجُملَنا التي كونَّا منها لغتنا! فلغة القرآن العظيم تتسامى وتتعالى على أية قواعد وأحكام نظن أن كل كلام عربي لابد وأن يتقيَّد بها. لنتدبر الآيات الكريمة التالية:
(أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) (81 يس)، (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (5 الزمر)، (قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (44 الزمر).
(وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ) (من 85 الحجر)، (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِين. قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) (23 -24 الشعراء)، (إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِد. رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِق) (4 -5 الصافات).

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.