رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 25 مايو 2024 7:04 ص توقيت القاهرة

الطلاق العاطفى

كتب د.  وائل عادل الغرباوى سفير السلام الدولى وحقوق الانسان مدير حقوق الانسان بالمفوضية الدولية للسلام والحقوق والحريات ومدير تنفيذى بمنظمة الدفاع الثلاثى بايطاليا وامير مملكة كوتاى باندونيسيا بجمهورية مصر العربية. 
جسدان يتحركان، يؤديان واجباتهما الأسرية بجفاف وبصورة رسمية، بعيدان كل البعد عن بعضهما مشاعراً وعاطفة، على الرغم من قربهما مكاناً ومساحةً. 

ويعرف الطلاق العاطفي انه حالة يعيش فيها الزوجان منفردين عن بعضهما البعض رغم وجودهما في منزل واحـد، ويعيـشان فـي انعـزال عـاطفي ونتيجة لذلك تصاب الحياة الزوجية بينهما بالبرود وغياب الحب والرضا.

ولهذا النوع من الطلاق له بعض الاسباب التى تؤدى الى ذلك.

الضغوطات المادية التي يتعرض لها الزوجان في حياتهما بسبب حجم الضغط الذي يتعرضان له، فتجدهما منغمسين في تأمين مستلزمات البيت والأولاد، مبتعدين شيئاً فشيئاً عن كل ما يؤجج العاطفة، دون انتباه منهما.

أنانية أحد الأطراف، حيث ينظر الزوج أو الزوجة إلى حقوقه ومتطلباته فقط، وينسى الطرف الآخر وحاجاته ومتطلباته.

الإحساس بالضعف من قبل أحد أطراف العلاقة، وعدم القدرة على التفاهم والتواصل مع الطرف الآخر، لا سيما إذا كان الرجل هو موضع الضعف، على عكس السائد في العلاقة الزوجية.

إساءة تحديد الأولويات، وذلك بتفضيل الآخرين على شريك الحياة، ويعد هذا من أهم أسباب الطلاق العاطفي، كأن يفضل الزوج عمله وأهله وأقاربه وأصحابه على زوجته، أو أن تفضل الزوجة عملها وأولادها وأهلها وصديقاتها على الزوج، مما يشعر الطرف الآخر بعدم الأهمية.

العمل الجاد على التقليل من أهمية الآخر، بالقول أو الفعل، سواء أمام الناس أو الأولاد، مما يسبب الإهانة.

ومن أبرز أسباب الطلاق العاطفي أو الانفصال العاطفي بخل الرجل على زوجته، سواء مادياً أو عاطفياً أو في منحها الوقت الكافي لإرضاء حاجاتها ورغباتها.

اعتبار أحد الأطراف نفسه الأفضل، فيتعالى على الطرف الآخر، ويشعره بالنقص.

البرود الجنسي، أو تحول العلاقة الجنسية إلى روتين أو واجب.

أثبتت معظم الدراسات أن للطلاق العاطفي أو الانفصال العاطفي آثار سلبية واضحة على الأبناء، وبشكل أكبر من الطلاق الفعلي. وذلك بسبب الالتفات إلى حاجات الأسرة اليومية والاعتيادية، بعيداً عن الاهتمام بمشاعر الأبناء.

ففي حالة الطلاق العاطفي يعيش الأبناء حالة من القلق لسوء العلاقات بين الزوج والزوجة، والتي قد تصل في مراحل متقدمة إلى سب كل منهما الآخر.

كما يعانون من الاكتئاب الشديد، وعدم القدرة على مواجهة الحياة، كما قد يعانون في مرحلة المراهقة من الانحراف، للبحث عن الحنان المفقود داخل الأسرة التي تعد المرجع الأول للأبناء في علاقاتهم المستقبلية، ومن هنا سيطبق الأبناء ما عاشوه في بيتهم على أسرهم في المستقبل.......

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.