العلاقات النتاوية وتأثيرها في المجتمع

كتبت / ياسمين حافظ

الحمد الله علي نعمة العقل .. هل هذه الجملة نرددها بالفعل جميعا باقتناع بأن لدينا نعمة اسمها " عقل " ونستخدمه كما أمرنا الله عزوجل ؟!! ..... للأسف سأقول لكم الإجابة " لا"، فقد أصبحنا جميعا في حاجة إلي نعمة العقل والتفكير السليم، وكل ذلك بعد انتشار التطور التكنولوجي والانفتاح العصري والحضاري في المجتمع مع تطور وسائل الإتصال التكنولوجية والإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي " فيس بوك ، تويتر "، وأيضا خدمة الواتس أب وغيرها من وسائل الإتصال التكنولوجية المختلفة، فقد أصبحنا عبارة عن مبرمجين لانفكر ولا نحاول أن نفكر حتي، ففي أحيان قليلة نستخدم عقلنا للتفكير والتركيز ولكننا في الغالب اهملنا العقل والتركيز والتفكير السليم، وكل ذلك بسبب انشغالنا بوسائل الإتصال الحديثة وخدمات الانترنت، وأصبحنا في علاقة وطيدة بهم وكأنهم جزء مهم جدا في حياتنا، بل فهم أصبحوا كل حياتنا وسيطروا علينا سيطرة كبيرة في حياتنا، لدرجة جعلتنا نفتقد حياتنا البسيطة الطبيعية والتي خلقنا الله عزوجل لها، وحياة الفرد الطبيعي الذي يفكر ويتعامل بشكل طبيعي ومنطقي، فأصبحت حياتنا وكل اوقاتنا نقضيها أمام الانترنت، ونتحدث مع الانترنت، ونأكل معه، ونصاحبه ونحبه ونكرهه ونحكم عليه ونشكر فيه ونذم ونعيب فيه ونسمعه ونشكي له ونحكي له ونمرض معه ونشفي معه، وكأنه انسان زيه زينا، فأصبح تأثيره علينا وهيمنته علينا هيمنة غير طبيعية افقدتنا الطبيعية في الحياة، فانشغلنا عن جو الأسرة والعيلة، فأصبح كل منا يجلس في حجرته ومعه الموبايل وهو علي النت ويراسل اصدقائه ويعاملهم ويهتم بهم أكثر من اهتمامه واتصاله مع أهله في البيت، وأصبحنا في علاقات كبيرة وقوية تحت مسمي " علاقات نتاوية " أكثر من علاقاتنا بأهلنا واحبابنا، فكل هذا لا يعني أن الإنترنت ووسائل الإتصال الحديثة ليست كلها سلبيات في حياتنا، لا بالطبع فهي لديها إيجابيات كثيرة ولكن نحن من نسىء استخدامها، فتعود علينا بالسلب أكثر من الإيجاب في حياتنا .

وكان من ضمن التاثيرات السلبية من علاقتنا القوية بالانترنت " العلاقات النتاوية " هي انتشار حالات الطلاق الكثيرة وبدرجة كبيرة علي نطاق كبير وواسع في المجتمع المصري وكل ذلك بسبب العلاقات النتاوية سواء علي مواقع التواصل الإجتماعي السوشيال ميديا " الفيس بوك ، تويتر " أو " الواتس اب"، وهم الأكثر شيوعا في مجتمعنا، وذلك بسبب انشغال الزوج عن الزوجة بعلاقاته مع اصدقائه أو صديقاته، وانشغال الزوجة عن زوجها وبيتها وعيالها، وحالات خيانة زوجية كثيرة من الطرفين، فيمكن أن تقفش الزوجة زوجها بيخونها علي الانترنت، أو الزوج يقفش زوجته بتخونه علي الانترنت، وأصبحنا في حالة هستيرية بسبب الانترنت والفيس بوك وتويتر والواتس اب، وأصبحت مشاكلنا غالبا تكون بسبب بوست علي الفيس بوك أو لايك وكمنت، بسبب خبر تافه وانتشر علي مواقع السوشيال ميديا وفجر الدنيا وهو غير صحيح تماما، علاقة غير لائقة، ألفاظ بذيئة، نصب واحتيال وأمور كثيرة غير قانونية ومشروعة والخ .

فمواقع السوشيال ميديا والانترنت عامة اثبتوا بجدارة اهتمام المجتمع كله به اهتماما كبيرا، بل العالم اجمعه وذلك نظرا لتطور العصر والتكنولوجيا والعمل وتبادل الخبرات وانفتاح العالم كله علي بعضه، واصبحنا في دائرة صغيرة، نعرف كل أخبار العالم البعيد من محيطنا ومن مكاننا بدون بذل أي مجهود .