رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 26 أبريل 2024 11:32 م توقيت القاهرة

القوارض ومرض التولاريميا

د عبدالعليم المنشاوي
كلية الزراعة_ جامعة سوهاج

التولاريميا ويسمي أيضا ب (داء توليري- حمى الأرانب - الحمى المتماوجة ) وهو أحد الأمراض المعدية النادرة تسببه بكتيريا الفرنسيسلة التولارية (Francisella tularensis) اكتُشِفت عام 1911بين السناجب الأرضية

و تشمل الأعراض الحمى وقرحة الجلد وتضخم الغدد الليمفاوية من حين لآخر،و قد يحدث نوع من الالتهاب الرئوي أو التهاب في الحلق.

يؤثر المرض بشكل رئيسي على الثدييات، وخاصةً القوارض والأرانب والأرانب البرية، على الرغم من أنه يمكن أن يصيب الطيور والأغنام والحيوانات الأليفة، مثل الكلاب والقطط والهامستر.

وتعد القوارض والأرانب من أهم الخازنات للبكتيريا المسببة وينتشر هذا المرض في كل أنحاء العالم، وهو مرض مميت ، وأكثر فترات تناقله تحدث بين شهري حزيران/يونيو الى أيلول/سبتمبر وتستطيع البكتيريا المسببة للمرض أن تحتفظ بحيويتها بين 247ـ 530 يوما، وأكثر الإصابات تحدث عند السكان القريبين من البساتين والمساحات المائية.

تنتقل التولاريميا إلى البشر بطرق متعددة، من بينها لدغات الحشرات والقراد والتعامل المباشر مع الحيوانات المصابة وتتسم التولاريميا بأنها مرض شديد الخطورة والعدوى ويُحتمل أن يكون مميتًا، وعادة ما يمكن علاجه بفاعلية باستخدام مضادات حيوية معينة إذا تم تشخيصه مبكرًا تحت اشراف الطبيب المختص.

**الأعراض
معظم الأشخاص المعرضين للإصابة بداء التولاريميا يمرضون عادة به في غضون ثلاثة إلى خمسة أيام، على الرغم من أن الإصابة قد تستغرق مدة تصل إلى 14 يومًا. يوجد العديد من أنواع التولاريميا، ويعتمد النوع الذي يصيبك على كيفية دخول البكتيريا إلى جسمك وموضع دخولها إليه.

_لكل نوع من التولاريميا مجموعة من الأعراض الخاصة به_

** التولاريميا الغدية التقرحية
وهذا النوع الأكثر شيوعًا من المرض . تتضمن العلامات والأعراض ما يلي:
• قرحة جلدية تتكون بموضع العدوى، تكون عادة نتيجة لدغة حشرة أو حيوان
• تورم الغدد اللمفاوية ووجود ألم بها
• الحمى
• قشعريرة
• الصداع
• الإرهاق

** التولاريميا الغدية
يعاني الأشخاص المصابين بالتولاريميا الغدية من علامات وأعراض التولاريميا الغدية التقرحية نفسها، لكن بدون قرح جلدية.
** التولارمية العينية الغدية
يصيب هذا النوع العينين وقد يسبب:
• ألم العين
• إحمرار العين
• تورم العين وخروج إفرازات منها
• قرحة على الجزء الداخلي من الجفن
• حساسية للضوء

** التولاريميا فموية بلعومية
عادةً ما تحدث نتيجة لتناول لحوم الحيوانات البرية التي لم يتم تسويتها بشكل جيد أو شرب ماء ملوث، ويصيب هذا النوع الفم، والحلق والجهاز الهضمي. تتضمن العلامات والأعراض ما يلي:
• الحمى
• ألم الحلق
• قرح الفم
• قيء
• إسهال
• التهاب اللوزتين
• تورم العقد اللمفاوية في العنق

** التولاريميا الرئوية
يسبب هذا النوع من التولاريميا العلامات والأعراض التالية النموذجية في حالات التهاب الرئة:
• سعالاً جافًا
• ألم الصدر
• صعوبة في التنفس
يمكن أن تنتشر أشكال أخرى من داء التولاريميا إلى الرئتين.

** التولارميا النادرة
يسبب عادة هذا النوع النادر والأكثر خطورة من المرض:
• حمى مرتفعة الحرارة
• إنهاكًا شديد
• قيئًا وإسهالًا
• طحالاً متضخمًا (تضخم الطحال)
• تضخم الكبد
• الالتهاب الرئوي

__ متى تزور الطبيب: إذا كنت تعتقد أنك تعرضت لعدوى التولاريميا، لا سيما إذا لدغك حشرة او قراد (اكاروس) أو تعاملت مع حيوان بري في منطقة ينتشر بها داء التولاريميا وتعاني حمى، أو قرحًا جلدية أو غددًا متورمة، فيتعين عليك زيارة الطبيب في أقرب وقت ممكن.

_الأسباب_

لا يحدث داء التولاريميا بشكل طبيعي في البشر ومن غير المعروف ما إذا كان ينتقل من شخص لآخر أم لا ومع ذلك يحدث داء التولاريميا في جميع أنحاء العالم، لا سيما في المناطق الريفية، لأن العديد من الثدييات والطيور والحشرات تصاب بالفرنسيسيلَّة التُّولاَرِيَّة.
قد يعيش هذا الكائن الحي لأسابيع في التربة والمياه والحيوانات الميتة وعلى عكس بعض الأمراض المعدية التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر عبر مسار واحد، فإن داء التولاريميا لديها عدة طرق للانتقال. تحدد كيفية إصابتك بالمرض عادة نوع الأعراض وشدتها. بشكل عام

__ يمكنك الإصابة بداء التولاريميا من خلال__

• لدغ الحشرات والاكاروسات. على الرغم من أن العديد من الحشرات تحمل التولاريميا ، فإنه من المحتمل أن تنقل الذباب والغزلان المرض إلى البشر. تسبب لدغات القراد نسبة كبيرة من حالات التولاريميا غدية تقرحية.
• التعرض للحيوانات المريضة أو الميتة. قد تنجم التولاريميا الغدية التقرحية أيضًا عن طريق حيوان مصاب، غالبًا ما يكون أرنبًا أو أرنبًا بريًا او فئران. تدخل البكتيريا إلى الجلد عبر الجروح الصغيرة أو السحجات أو لدغة، وتشكل قرحة في مكان الجرح، قد يحدث شكل التولاريميا العينية عند فرك عينيك بعد لمس حيوان مصاب.
• البكتيريا المحمولة جوًّا. قد تصبح البكتيريا في التربة محمولة في أثناء البستنة أو البناء أو الأنشطة الأخرى التي تزعج الأرض. قد يؤدي استنشاق البكتيريا إلى تولاريميا رئوية. يعتبر عمال المختبر الذين يعملون على تولاريميا أيضًا عرضة لخطر العدوى المحمولة جوًّا.
• الطعام أو الماء الملوث. على الرغم من أنه غير شائع، فمن الممكن الإصابة بالتولاريميا من تناول اللحوم غير المطبوخة من الحيوانات المصابة أو شرب المياه الملوثة. تشمل العلامات قيئًا وإسهالاً ومشاكل أخرى في الجهاز الهضمي (تولاريمية فموية بلعومية).
تقتل الحرارة الفرنسيسيلَّة التُّولاَرِيَّة، لذلك قم بطهي اللحم إلى درجة الحرارة المناسبة بحد أدنى 165 درجة فهرنهايت (73.8 درجة مئوية) ل اللحوم لجعلها آمنة للأكل.
• الصيد ووضع الفخاخ. لأن الصيادين يتعرضون لدم الحيوانات البرية وقد يأكلون لحمها، فإنهم معرضون لخطر الإصابة بالتولاريميا.
• أعمال البستنة وتنسيق المناظر الطبيعية. يمكن أن يتعرض العاملون في أعمال البستنة وتنسيق المناظر الطبيعية إلى خطر الإصابة بالتولاريميا. فمن المحتمل أن يستنشق العاملون في البساتين البكتيريا التي تثار أثناء العمل في تنظيف الاعشاب و التربة .
• العمل في مجال الطب البيطري أو إدارة الحياة البرية. يزداد خطر الإصابة بالتولاريميا لدى العاملين في خدمات الحياة البرية.

__ المضاعفات__

قد تكون التولاريميا قاتلة في حالة عدم معالجتها. تتضمن المضاعفات المحتملة الأخرى الآتي:
• التهاب الرئتين (الالتهاب الرئوي). قد يؤدي الالتهاب الرئوي لفشل تنفسي — حالة لا تأخذ فيها الرئتان ما يكفي من الأكسجين.
• التهاب حول الدماغ والحبل الشوكي (التهاب السحايا). التهاب السحايا هو التهاب خطير يلحق بالسائل والأغشية (السحايا) المُحيطة بالمخ والحبل الشوكي وقد يكون مُميتًا في بعض الأحيان.
• تهيّج حول القلب (التهاب غشاء التامور). وهو تورم التامور، وهو الغشاء الرفيع المُحيط بالقلب، وتهيّجه. قد يتحسّن التهاب غشاء التامور الطفيف بدون علاج، ولكن قد تتطلب الحالات الأكثر خطورة علاجًا بالمضادات الحيوية.
• التهاب العظام (الْتِهابُ العَظْمِ والنِّقْي). تنتشر بكتيريا التولاريميا أحيانًا في العظام.

__ الوقاية__

لا يوجد لقاح متاح علنيًا لداء التولاريميا إذا كنت تعمل بمهنة محفوفة بالمخاطر أو تعيش في مكان يوجد به التولاريميا، فيمكن لهذه الإجراءات مساعدتك في خفض فرص العدوى:
• الوقاية من لدغ الحشرات والاكاروسات
• استخدم مواد طاردة للحشرات والاكاروسات ولكن اتبع تعليمات جهة التصنيع بحرص و استخدم طارد الحشرات باعتدال ثم افحص نفسك كثيرًا خشية وجود الحشرات وأبعدها فورًا إذا وجدت أي منها.
• توخى الحذر عند القيام بأعمال البستنة. يجب على القائمين بأعمال البستنة وعاملي المساحات الخضراء مراعاة ارتداء قناع للوجه عند حفر التربة أو إزالة الأعشاب الضارة أو تنظيفها أو قص الأعشاب.
• تعامل مع الحيوانات بحرص. إذا كنت تصطاد الأرانب البرية أو تتعامل معها، فارتدِ قفازات ونظارات واقية واغسل يديك جيدًا بالصابون والماء الدافئ بعد لمس الحيوان. اطه كل اللحوم البرية جيدًا وتجنب سلخ أو إعداد أي حيوان يبدو مريضًا.
• الوقاية من الحيوانات الأليفة. يمكن إصابة الماشية والحيوانات الأليفة بداء التولارميا في حالة تناولها جزء من أرنب مصاب أو عند لدغها بواسطة قراد مصاب
• للمساعدة في سلامة الحيوانات الأليفة، تجنب تركها في الخارج دون إشراف وتزويدها بحماية ضد الحشرات والقراد ولا تسمح لها بالاقتراب من الحيوانات البرية أو الميتة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.