رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 10 أكتوبر 2025 6:19 ص توقيت القاهرة

الكلمة من أخطر ميادين الصراع.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله أحاط بكل شيء خبرا، وجعل لكل شيء قدرا، وأسبغ على الخلائق من حفظه سترا، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله إلى الناس كافة عذرا ونذرا صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، أخلد الله لهم ذكرا وأعظم لهم أجرا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين ثم أما بعد لقد أصبحت قضية الأدب والشعر وغيرها من الوسائل المهمة في كثير من البلاد الإسلامية أصبحت وسائل للهدم والتخريب، وتهييج الغريزة والجنس والإثارة إضافة ألوان كثيرة من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات، وأعداد هائلة من الدواوين الشعرية التي تسير في إتجاه زخرفة الباطل وتلبيسه بالحق وهذا يؤكد أن الكلمة من أخطر ميادين الصراع بين الأنبياء وأعداءهم.
فكلمة الحق لها وقع كبير وبالمقابل كلمة الباطل لها تأثير كبير وأهل الباطل يعملون على زخرفة باطلهم بالعبارات الرنانة والكلمات المعسولة والذين ينخدعون بهذه الأشياء هم من قال الله فيهم كما جاء في سورة الأنعام " ولتصغي إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوا وليقترفوا ما هم مقترفون " إذن لا تروج هذه الأشياء إلا إذا كان هناك خواء روحي وعقلي، فتصبح الشعوب مستعدة لتلقى هذا الزخرف من القول ولو كان عند الناس وعى ما تأثروا بهذا الباطل، وهذا مما يؤكد على أنه لابد لحملة رسالة الإسلام أن يستفيدوا من أجهزة الأعلام مقروءة أو مسموعة أو مرئية في الدعوة إلى الحق وحمايته ونشره وبناء الفضيلة والأخلاق وأنه لابد من أن يستفيدوا من الوسائل الأدبية كالقصة والمقالة والقصيدة في الوصول إلى كافة الناس من جميع الطبقات وإيصال الحق إليهم.
فليست المحاضرة أو الدرس العلمي أو الخطبة أو الموعظة هي الوسيلة الوحيدة وهذه وسائل لا شك في نفعها وأنها مؤثرة ولها جمهور، لكن هناك جمهور آخر لابد له وسائل أخرى لأن الحق لابد أن يصل لكل أذن بقدر المستطاع والله تبارك وتعالى بين الصراع في ناحية الكلمة، فالكلمة الطيبة تقارع الكلمة الخبيثة ولابد أن تقال في كل ميدان وبكل وسيلة حتى تفعل هذه الكلمة الطيبة فعلها، والملاحظة الثالثة وهي ثبات الحق ورسوخه وإنتصاره وطيشان الباطل وزواله، وهذا نموذج من الخصومة بين الحق والباطل وأن الخصومة قد تكون فكرية وقد تكون في ميدان القتال، ولذلك نقطع بأنه إذا وجدت معركة حقيقية بين الحق والباطل ووجد للحق حماته الذين يدافعون عنه وهم موجودون لا محالة كما أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام فإن العاقبة لهؤلاء المتقين.
وأن هذا النصر الموعود ليس أمرا يأتي بقضاء الله وقدره بدون جهد البشر، فالله تعالى خلق الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، فهؤلاء لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وخلقهم الله عز وجل بهذه الصفة، وجعل الإنسان في ميدان الخصومة بين الحق والباطل، فالله سبحانه شاء أن يخلق بشرا يمكن أن يهتدي ويمكن أن يضل ليتحقق بذلك الإختبار والإبتلاء لحكمة يعلمها وهو عز وجل أحكم الحاكمين فهذا النصر ليس غنيمة باردة يقبضها الإنسان من غير ثمن بل لابد من الصبر والجهاد، وكما أن أهل الباطل يجهدون ويجاهدون ويتعبون فكذلك أهل الخير، إذن الجهد الذي يبذله أهل الباطل يجب أن يبذل أهل الخير ما يستطيعون في مواجهته، المهم أن لا يظن الإنسان أن الطريق مفروشة بالورود والرياحين ويكفيه أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
لاقوا في سبيل هذا الطريق ما لاقوا فمنهم من أُذى ومنهم من أخرج ومنهم من طرد، حتى قال ورقة بن نوفل للنبي صلى الله عليه وسلم أول ما بعث " ليتني أكون حيا إذ يخرجوك قومك " وهذا الذي حدث فعلا حيث أخرج النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج حزينا على فلما وصل إلى الحزورة وهو بقلب حزين دمعت عيناه صلى الله عليه وسلم وقال يخاطب مكة بكلمات الوداع.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.