رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 21 مايو 2025 5:45 م توقيت القاهرة

المفاضلة بين السيدة عائشة والسيدة فاطمة

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي نصب الكائنات على وحدانيته حججا، وجعل لمن اتقاه من كل ضائقة مخرجا، وسبحان من أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه، أرسله رحمة للعالمين وقدوة للعاملين وحجة على العباد أجمعين، إفترض على العباد طاعته وتوقيره ومحبته، شرح له صدره ورفع له ذكره ووضع عنه وزره وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره، هدى به من الضلالة وعلم به من الجهالة، وكثر به بعد القلة وأعز به بعد الذلة وأغنى به بعد العيلة، وبصر به من العمي وأرشد به من الغي وفتح برسالته أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا أما بعد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن أمهات المؤمنين والتفاضل بينهن، وأما عن التفاضل بين السيدة خديجة رضي الله عنها.

والسيدة عائشة رضي الله عنهن، قال الإمام ابن القيم " وإختلف في تفضيل السيدة خديجة رضي الله عنها على السيدة عائشة رضي الله عنها على ثلاثة أقوال، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية إختصت كل واحدة منهما بخاصة، فخديجة رضي الله عنها كان تأثيرها في أول الإسلام وكانت تسلي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتثبته وتسكنه، وتبذل دونه مالها فأدركت غرة الإسلام وإحتملت الأذى في الله وفي رسوله وكان نصرتها للرسول صلى الله عليه وسلم في أعظم أوقات الحاجة فلها من النصرة والبذل ما ليس لغيرها والسيدة عائشة رضي الله عنها تأثيرها في آخر الإسلام، فلها من التفقه في الدين وتبليغه إلى الأمة، وإنتفاع بنيها بما أدت إليهم من العلم ما ليس لغيرها " وكذلك في المفاضلة بين السيدة عائشة والسيدة فاطمة رضي الله عنها، قال العلامة ابن القيم رحمه اللهز 

" الخلاف في كون عائشة أفضل من فاطمة أو فاطمة أفضل إذا حرر محل التفضيل صار وفاقا، فالتفضيل بدون التفصيل لا يستقيم فإن أريد بالفضل كثرة الثواب عند الله عز وجل فذلك أمر لا يطلع عليه إلا بالنص لأنه بحسب تفاضل أعمال القلوب لا بمجرد أعمال الجوارح وكم من عاملين أحدهما أكثر عملا بجوارحه والآخر أرفع درجة منه في الجنة، وإن أريد بالتفضيل بالعلم فلا ريب أن عائشة أعلم أنفع للأمة وأدت إلى الأمة من العلم ما لم يؤد غيرها وإحتاج إليها خاص الأمة وعامتها وإن أريد بالتفضيل شرف الأصل وجلالة النسب فلا ريب أن فاطمة أفضل فإنها بضعة من النبي صلى الله عليه وسلم وذلك إختصاص لم يشركها فيه غير أخواتها وإن أريد السيادة ففاطمة سيدة نساء الأمة وإذا ثبتت وجوه التفضيل وموارد الفضل وأسبابه صار الكلام بعلم وعدل. 

وأكثر الناس إذا تكلم في التفضيل لم يفصل جهات الفضل ولم يوازن بينهما فيبخس الحق وإن انضاف إلى ذلك نوع تعصب وهوى لمن يفضله تكلم بالجهل والظلم " وتعد السيدة عائشة رضي الله عنها من كبار حفاظ السنة النبوية الشريفة وقد وضعها المحققون في المرتبة الخامسة في حفظ الأحاديث وروايتها بعد أبي هريرة وابن عمر وأنس بن مالك وابن عباس رضي الله عنهم، ولكنها تنفرد دونهم بميزة هامة وهي أنها كانت تروي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة ولم تنقلها عن أحد، ولذلك فقد روت أحاديث لم يروها غيرها، بذلك حفظت لنا جزءا كبيرا من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته في بيته، وكان كبار الحفاظ يذهبون إلى حجرتها حتى يتحققوا من صحة الأحاديث وقوتها، وكانوا إذا اختلفوا في شيء احتكموا إليها وعملوا برأيها. 

ويقول أبو سلمة بن عبدالرحمن عن علم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها " ما رأيت أعلم بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أفقه في رأي إذا احتيج إليه ولا أعلم بآية فيم نزلت ولا فريضة من عائشة " فكانت رضي الله عنها زعيمة الآخذين بناصر المرأة، والمنافحين عنها بلا منازع، وإليها وحدها تتطلع أبصار المستضعفات، لما تم لها من المكانة الكبيرة في العلم والأدب والدين، حتى تقطعت دون مقامها الأعناق، وكانت أستاذة لمشيخة الصحابة الأجلاء في كثير من أمور العلم والدين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.