بساتين خضراء أم مجرد صحراء

كتبت - وفاء أنور

تمهل قبل أن تمد يدك لتصافحهم توقف قبل أن تبادر وتمنحهم شيئًا قد لايستحقونه انظر إليهم جيدًا قبل أن تسكنهم فى قلبك وتتركهم يعتلوا عرشك .. هل هم من توقعتهم أم إنهم أشباه أخشى عليك فقد علمونى للتو ألا أتسرع فى الحكم عليهم أراك تتعجب ماذا حدث لها ؟! فهى ماتعودت يومًا أن تخرج علينا مهزومة أومنكسرة لقد مرت عليها سنوات طوال وليال أطول ظلت تلملم فيها شتات عذابات مرت عليها فى طريق حياتها وهى تبتسم .. تنزع من طريقها الآلام والأشواك حتى لاتؤذى أحدًا يأتى بعدها تنظر إلى السماء بعينين دامعتين ولا تتكلم .. نعم فأنا من ظننتكم تشبهوننى وحسبتكم قد عرفتم أن لى قلبًا ينبض حبًا لكم وأن فى قربى الأمان حين أحتويتكم وسمعت منكم وخففت عنكم واليوم جرحتمونى إذن خلوا بينى وبينكم عذرًا يبدو أننى قد ضللت الطريق لاتلمنى إن بكيت وابتعدت أومللت حديثك أنت من وضعت الثقة وأنت من انتزعتها فالذنب ذنبك وليس ذنبى .. مهلًا ماذا تقول ؟ أسمعك تجادل وتسعى للدفاع عن نفسك وتستميت لأبقيك بقلبى لا لم يعد المكان مكانك لم يعد قلبى سفينة أمانك التى تحملك بعيدًا عمن آذوك لم يعد قلبى جنتك أو مسكنك ابحث عن جنتك بعيدًا ولن تجدها فمثلك لايسكن الجنة كان على أن أدرك أنى فى أثناء مسيرتى سأمر على العديد من محطاتك ففى يوم سأراك بستانًا مفروشًا بالورود وفى يوم آخرسأراك صحراءً تثور رمالها فتعصف فى وجهى وتتناثرحباتها لتؤلم عينى لم أعد أتحمل سماعك لقد تحول صوتك الرقيق إلى صاعقة وتحول نسيمك العليل إلى رياح عاتية مدمرة ارحل عنى واحمل معك ملابس عرضك المسرحى الخادع البارع ولكم أقول : تعلموا أن تنظروا لأيدى من يمدون إليكم أيديهم ليصافحوكم أن تدققوا جيدًا هل هى بساتين خضراء أم مجرد صحراء