رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 28 أبريل 2024 2:17 م توقيت القاهرة

تامر جلهوم يكتب :  دوامة الحياة

بقلم : تامر جلهوم.الكاتب والمخرج

الدوامة هي ذلك الشيء الذي يسحبك إلي أسفل،و يظل يجذب فيك حتي تغرق...فهناك من يقاوم وهناك من يستسلم...و يبقي السؤال! هل بأرادتنا نذهب إلي الدوامات أم أنه أثناء سباحتنا كي نصل إلي أهدافنا نصطدم بالدوامات؟!!. هناك من يصطدم بالدوامه رغماً عنه

وهناك من يسبح إليها بأرادته،فهو عاشقاً للسقوط. الأول يظل يقاوم لإنه يرى هدفه و يريد الوصول إليه،أما الثاني فلا يقاوم...لإنه فريسه لنفسه.،

فإذا ثقلتنا هموم الحياة وقيدنا ضيقها.وأصبحت النفس مقيدة بالأغلال وليست كل الأغلال بأغلال الحزن كعبائة الساحر لاتظهر ماتخفيه فلا تجد من يشعر بك سواك ولا من يخفف عنك إلا نفسك وكيف تداوى النفس نفسها؟!! وكيف تكون بها الداء والدواء؟!!!.

وهكذا تبدأ دوامة الألم فنغوص فيها وتختفي معالمنا فنصبح كريشة يحملها الهواء معلقة بين الأرض والسماء لاحيلة لها ولا رغبة فقط معلقة في اللا مكان واللا زمان تسقط حين تتركها الرياح دون شفقة ولا سابق عتاب فنغرق في بحر لا متناهي من الحيرة والشرود فما من قشة ليتعلق بها الغريق أو براً للنجاه فتلك يا ساده هي دوامة الحياه فنحن نتعرف في حياتنا ونختلط بأشخاص كثيرون..منهم من يصير صديقاً صدوقاً و منهم الدوامه...!!.

ذلك الذى يجذبك إلي الأسفل و لايمد يده إليك وأنت تغرق...فهو يريدك أن تغرق و يبقي هو! قد يجذبك إلي الأخطاء و الخطيئه،أو إلي اللامبالاه،أو اللهو،أو يظل يسخف بك وبقدراتك و إمكانياتك حتي يدفعك إلي أن تكره نفسك و تغرق في بحار من الحيره. فلا تسبح إلي هؤلاء مهما أعطوك من إغرائات،فهي إغرائات لكي تقفز و لكن بلا منقذ. و في بعض الأحيان ننساق إلي العمل فى الدوامه، وهي أن تغرق في عملك بلا هدف و بدون أن تتحدد لك هويه فيه!! فتقع وتشقي ثم تنظر إلي نفسك ولا تراها تتطور بينما أصدقاء لك ينجزون

ويتطورون.وعندها تسأل نفسك لماذا؟ لأنهم أمنوا بمبدأ الكيف في مقابل الكم،ليس المهم كم الوقت الذي تمكثه في العمل و لكن الأهم ماذا أنجزت في تلك الساعات الطويله؟ أنظر إلي ملكاتك و أستحضرها و أستغلها في تطوير نفسك و عملك،بدلاً من أن ينسج العنكبوت خيوطه علي عقلك. وتسبح فى دوامة الحياة....فالكل يتحدث عن دوامة الحياة...و حيرته ما بين العمل و الأسرة و الأحتياجات الحياتيه. ألا تسأل أو تتسائل أنك ربما تورط نفسك في دوامات لن تجني منها شيء، بل علي العكس سوف تستنفذ طاقاتك ووقتك،بل و سنوات العمر. قبل أن تخطوا أنظر إلي قدمك أين تضعها،وقبل أن تختار الصديق و الرفيق أختارهم بعيداً عن مبدأ المنفعه المتبادله. منذ عشرات السنوات قال القائد العظيم " رومل " لا حاجه إلي حرب لن نجني من ورائها شيئاً إلا النصر!! فكر في ذلك. وأعلم عزيزى القارىء أن الكراهيه دوامة أيضاً،تستنفذ عقولنا و سمو روحنا...إن كرهت شخصاً،فسأل نفسك ما الذي سأجنيه من كثره التفكير فيه؟ لن أجني شيء إلا التعب البدني و النفسي. إذن ماذا لو تعاملت مع الجميع بضميرى و بموضوعيه؟ قديماً قال " كونفوشيوس " إنك لن ترضي الناس أبداً،فلا ترضيهم.لأن إرضاء الناس جميعاً رهاناً على المستحيل ..! فقط أعمل علي إرضاء ضميرك. أعتقد إن كونفوشيوس كان محقاً. فنصيحتى لك أن تنظر إلي نفسك دوماً علي أن تسمو فوق الكراهيه،الخطايا،والأحقاد...ستجد الذين أضروا بك صغاراً جداً. فالتسامح ليس ضعفاً،إن كنت تستطع الإيذاء و تترفع عنه فذلك أعظم إنتصار. و فى النهاية عزيزى القارىء لابد

وأن تؤمن أنك تستطيع فعل أي شيء يمكن للأخرين أن يفعلوه،فلست أقل منهم ذكاء أو عقلاً و لكن ربما تكون أكثر كسلاً و خوفاً و رهبه. فإنزع الخوف من قلبك،لإنه ليس في أستطاعه أي مخلوق من مخلوقات ألله أن يؤذيك بشىء إلاماكتبه الله لك فكن أنت دائماً بلا رتوش،

وعندما تخوض في مياه الحياه فلتأخذ كل أدواتك.حتى لا تخسر نفسك، فلا تقلد غيرك، ولا تقارن حياتك بالآخرين، ولا تتحدى ذاتك، ولا تنتقد شيئاً لم تجربه، عش حياتك بطريقتك وكن نفسك!ولا تيأس إذا رجعت خطوة إلى الوراء، فالسهم لابد أن يرجع للخلف حتى ينطلق للأمام، والخبرة والتجربة ذخيرتك للمستقبل ولاتتوقف كثيراً عند فقدان شيء أو شخص، فالحياة تمضى ولكن بشكل مختلف، فلا تتذمر من المحنة، على الأقل أضافت إليك تجربة جديدة.ولا تقلق، فالقلق يسرق متعة اليوم، ولا يحميك من ألم الغد، تذكر أن اليوم هو الغد الذى كنت قلقاً عليه بالأمس، وراحة البال فى عدم التعلق بالبشر.فالحياة أقصر من أن تحاول تبرير نفسك، فمن يحبك سوف يتقبلك كما أنت، ومن يكرهك لن تستطيع إرضاءه، فالعمر يمر، فلا تضيع حياتك فى الجرى وراء السراب.وكن إنسانا مع الآخرين فى طريقك للصعود، فسوف تلتقيهم مجدداً فى طريقك للهبوط، هكذا هى الحياة، يوم لك ويوم عليك.

فإذا كنت لا تملك شخصاً مميزاً فى حياتك، فلا تحزن، فقد تكون أنت الشخص المميز فى حياة الكثيرين، وأنت لا تعلم.أبحث عن المنحة فى المحنة، فالمتشائم يرى الصعوبة فى كل فرصة، والمتفائل يرى الفرصة فى كل صعوبة، فالحياة دوامة من المفاجآت.

فمؤلم أن تحزن فى المكان الذى أبتسمت فيه كثيراً، لكن لا مفر من التفاؤل، فهو الذى يقودنا إلى النجاح، ولاشيء يمكن تحقيقه بدون الأمل. تفاءل فرغم وجود الشر هناك الخير، ورغم وجود المشكلات فهناك الحل، تفاءل فرغم قسوة الواقع هناك أمل!.

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.