كتبت : نور السبكى
تواصل وزارة الشباب والرياضة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، لليوم التاني على التوالي، تنفيذ فعاليات البرنامج التدريبي المكثف بمحافظة الأقصر ، وذلك في تحول نوعي يعكس الاهتمام المتزايد بالصحة النفسية كأحد أركان التنمية المستدامة، وذلك من خلال إعداد المعدين النفسيين والمدربين داخل الأندية، والهيئات الرياضية والشبابية ، في خطوة استراتيجية وغير مسبوقة لدمج الدعم النفسي بالأنشطة الرياضية.
ويأتي هذا البرنامج في إطار شراكة وطنية دولية متكاملة، تسعى إلى بناء جيل من الشباب أكثر وعيًا واستقرارًا، وقادرًا على مواجهة التحديات النفسية والضغوط المجتمعية، من خلال الربط بين الصحة النفسية والنشاط البدني، وخلق بيئة رياضية آمنة وداعمة في مختلف محافظات الجمهورية.
وتمثل هذه الخطوة نقلة استراتيجية في السياسات الشبابية، حيث يُعد التعاون مع منظمة الصحة العالمية رافعة علمية وفنية تسهم في نقل التجارب الدولية الناجحة إلى الواقع المصري، بما يعزز من قدرة العاملين في الحقل الشبابي والرياضي على توفير رعاية نفسية متخصصة داخل الهيئات الرياضية والشبابية.
ويعد أبرز محاور البرنامج التدريبي:
• دمج الدعم النفسي والاجتماعي داخل الأنشطة الرياضية والشبابية في الأندية والهيئات.
• مناهضة وصمة المرض النفسي، وتصحيح المفاهيم المغلوطة المرتبطة به.
• رفع وعي الشباب بالتحديات النفسية، والرد العلمي على الشائعات والمعتقدات السلبية المنتشرة.
• تأهيل الكوادر الشبابية بالأدوات التطبيقية للتعامل مع أنفسهم وزملائهم والمستفيدين من الأنشطة.
• تطوير مهارات التواصل الصحي والتفاعل الاجتماعي الإيجابي داخل البيئة الرياضية والشبابية.
• تدريبات عملية على استكشاف الضغوط، والقلق، والإرهاق، وكيفية الاستجابة لها ميدانيًا.
ويُشارك في تقديم الورشة نخبة من الخبراء والمتخصصين من الجانبين المصري و الدولي.
وأعرب ممثلو منظمة الصحة العالمية عن تقديرهم للنموذج المصري الذي يربط بين الصحة النفسية والرياضية، مؤكدين دعمهم الكامل لتكرار هذه التجربة في محافظات أخرى، لما لها من أثر مباشر في الوقاية والتدخل المبكر وتعزيز مناعة الشباب النفسية والمجتمعية.
من جهته، أكد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، أن الورشة تأتي ضمن رؤية الدولة لتمكين الشباب نفسيًا وفكريًا وبدنيًا، وأن المرحلة المقبلة ستشهد توسيع نطاق الدعم النفسي ليشمل جميع مراكز الشباب والأندية، انطلاقًا من التزام مصر بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف الثالث المتعلق بالصحة الجيدة والرفاه.
ويمثل هذا البرنامج خطوة محورية نحو بناء نموذج وطني متكامل لدعم الصحة النفسية في بيئات الشباب والرياضة، ويعكس إرادة سياسية ومجتمعية جادة لاستثمار طاقات الشباب، وتحصينهم ضد المخاطر النفسية والسلوكية، بما يخلق مجتمعًا أكثر تماسكًا وقدرة على التقدم.
إضافة تعليق جديد