رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 27 أبريل 2024 6:44 م توقيت القاهرة

حسام الأطير يكتب : الشعب يكفـر بالديمقراطيـة وأدواتهـا

بقلم : حسـام الأطيــر

كان الشعب المصري يعيش حـالـة من الإستكانـة طوال ثـلاثين عـامـًا فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبـارك، إلا أن دعـت بعض القـوى السياسية والثورية المعـارضة إلى مظـاهرات يوم 25 ينـاير إحتجاجًا على تجاوزات وزارة الداخليـة ولم تزيد تلك المظـاهرات عن كونهـا (إحتجاجات) أقصى مطالبها (إقـالة وزير الداخلية), ولكن سـرعـان ما تسـارعت وتيرة الأحـداث وتصـاعدت معها الإحتجاجات بعد انضمام قطـاعـات مختلفـة من الشعب المصري إلى تلك التظـاهـرات وارتفع معهـا سقف المطـالب إلى أن وصل للمطالبة بــ (إسقاط النظام) ورحيل رئيسه (حسني مبـارك)

حـدث مـاحـدث ودخلت مصـر في مراحــل وأحداث سريعة ومتلاحقـة على خلفية تنحي مبـارك واستجابته لمطالب المتظـاهرين بعد أن فشل في إقناعهم بالإستمرار بالحكم الشهور المتبقية من ولايته, ودخلنا في صراع سياسي كبير بين قوى وتيارات مختلفة, لكل منها رؤيته وأهدافـه وأيدولوجيته الخاصة؛ مابين يساري أو ليبرالي أو إسلامي، وبين هـذا وذاك وتلك كان الشعب هـو الذريعة التي يتحدث باسمها الكل (الشعب يريد ..الشعب يرفض ..الشعب يحتاج)، وتنـاسوا جميعـًا رأى الشعب الحقيقي ومطالبه الفعلية, والتي لم تستطع أي استحقاقات أو انتخابات جـرت خلال الأعـوام الخمسة الماضية حسمهـا, بـل كان الشعب ضحية لتصفية حسابات سياسية قديمة بين قوى متصارعة على السلطة وضحية لمطامع شخصيات في تحقيق مكاسب سياسية ومادية وتحقيق أهـداف وأحلام شخصية.

والآن وبعد مرور خمس سنوات على 25 ينايــر وبعد تجـربـة 5 سنـوات عـاصفـة، أثبتت التجربة وأكـد الواقـع أن الشعب يكفـر بالديمقـراطيـة ويلفـظ الأحـزاب وأن الكـرة في ملعب السلطـة الحالية مـن خـلال تحقيق العـدالـة الإجتمـاعيـة وإرسـاء دولـة القـانون القـائمـة على العدل والعـدالة, فنحن أمام شعب غيـر مُسيّس بطبعه ولا يحب السياسة ولا الأحـزاب ولا غيـره, ولا تستهـويه هـذه المفـردات أو التفكير فيها ,شعب يبحث فقط عن (لقمـة العيش), ويبحث فقـط عـن من يحقق لـه إحتياجاته اليومية بعيـدًا عن الخوض في الجدل السياسي والإستغراق في الأحاديث والمناقشات السياسية والصراع على السلطة وخـلافـه.

الكـرة فـي ملعب السلطة

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.