" حكــــــــاية مُرشح ".. للشاعر الدكتور" محمد سيد الدمشاوي "

" حكــــــــاية مُرشح "..

للشاعر الدكتور" محمد سيد الدمشاوي "

قال (المرشَّحُ) ذات يوم للجموعِ الحــــــــــــاضرَة

يا أيها الأحبابُ يا نورا بهذي (الدائرة )

من أجلكم رشحتُ نفسي، فامنحوني صوتَكم

إنِّي بكم ولكم ومنكم أَستمـــــدّ المقــــــــــــدرَة

أنا ما قصدتُ من التَّرشّح غير خدمة بلدتي

ووقوفُكم جنبي سيمنحها الحياة الــــزاهرَة

لا أبتغي مــــــالا فإني زاهــــــــــدٌ متنسّـــــــكٌ

لا أبتغي غير الإلهِ ، وجنةٍ في الآخرَة

فإذا وصلتُ لبغيتي ولمقعدي فاستبشـــــــــــروا

سيزولُ كلّ الهمّ عنكم، لن تلاقوا مَعْسَرَة

أبناؤكم سيعينونَ غــــــــــــــدا بخيرِ وظــــائفٍ

وجيوبُكم ستكون منها بالرواتبِ عــــامرَة

وغدا سأبني للفقيرِ مســـــــــاكناً ومصـــــــــــــانعا

ولمن أراد تجارة فلسوف أبني متجرَه

أوراقُهـــــــــا قـــــــــــد جهزت منذ ابتدأت ترشحي

ستكون أولَ جلسةٍ في البرلمان مقرَّرَة

أمـــــــــــا المريضُ فإنه سيكون أول غـــــــــــــايتي

فله العلاج ، له الدواء، وخدمة متوفرة

ولسوف أحضر كل أجهزة العلاج مبكــــــــــــــرا

من كل نوع سوف تأتي نسخة مُتطَوَّرَة

والقادمون على الـــــــــــــــزواج فإنهم في خطتي

سنعينهم في المَهْر حتّي أَنْ يُسَدِّدَ آخرَه

ولسوف تبني في البلاد مدارسٌ ومساجدٌ

ومصانعٌ للعاملين ، وسوف أبني مقبرَة !!

فكما جعلت لكل حيٍّ في المغَانمِ قسمةً

فلقد جعلت لمن يمــــوت نصيبه ، لن أنكرَه

يا أيها الأحباب إنِّي خــــــــــــــــادم لمدينتي

فإذا أطلت عليكم قولي فأرجــــــــــو المعذرَة

فرح الجميع وصدقوه وهللوا واستبشروا

وتوافدوا عند (اللِّجان) يرددون مفــــــــاخرَه

حتي إذا فاز المرشح وانتشى في نصره

ذهب الجميع يباركون وينظرون أوامرَه

ويذكرونَ جنابــــــــــــه بوعـــــــــــوده وعهــــــــــوده

فإذا اللئيم وقد أصيب بفقد كل الذّاكرَة

وإذا به فــــــــــــــــــوق الأريكة جالســـــــــــــــا متكبرا

ويمد للأضياف طرفَ يدٍ له مُتكبِّرِة

ولكي يريح الرأس من أقوالهم وسؤالهم

ترك البلاد وعاش في حي بشرق القاهرَة