حنصالي رقة الكلمة وبهاء اللون

كتبت الكاتبة الإعلامية  المغربية.  ا / سعاد ثقيف
 بعنوان / حنصالي رقة الكلمة وبهاء اللون 
__________________________________________

تعيش زهراء حنصالي الابداع وتستدمج البعد الثقافي ببعده الفكري و المعنوي الروحي في حياتها اليومية فهي عصامية الريشة و القصيدة. كل لوحاتها التشكيلية وخواطرها أبدعتها بكل تلقائية بفطرة التعامل مع اللون والحرف.
لوحاتها مثقلة بأفكار مرتبطة بمفهوم الجمال والحس المرهف، و متوجة  بفلسفة جمالية  لا تخطاها العين.
 تتنقل الفنانة  بذوق رفيع في جميع اعمالها بكل حرية و سلاسة بأفكار لتشكل عالمها الخاص، المليء بالأحاسيس التى تتغدى على الخيال والأحلام. 
لم تكن الالوان في يوم من الايام غريبة عن الفنانة زهراء فهي تربت في البيوت العريقة المراكشية حيث الزخرفة تظهر على الاقمشة على شكل تطريز وعلى أسقف الجبس والخشب على شكل رسومات هندسية والوان فسيفسائية ، فعندما ترسم فهي تغرف من  مخزون ذاكراتها الذي يمتد الى عالم طفولتها  الممتلىء بالقصص والاحلام المشكلة فى وجدانها لتعطي ايقاعا لونيا  يتبلور في طرح فنى تشكيلى يحظى بحضور جمالى. له قيمة وجدانية، تخلق مسارات  تتمازج مع طبيعتها و هذيانها الفني.
بدات الشاعرة والفنانة زهرة حنصالي رحلتها الابداعية حرفا و ريشة في قاطرة التعليم قاطرة تنمية للمجتمع. و استطاعت أن تراكم تجربة مهمة في عالم الابداع الفني، و تنقل خبرتها للأجيال الصاعدة 
  وفي هذه الرحلة تبنت نمط تفكيري إبداعي وابتكاري في  المجالات والأدبية والفنية. فجعلت من الفلسفة الإبداعية واجب إنساني و مجتمعي وظفتها في  مجال التربية والتعليم. تبنيها لهذه الفلسفة الإبداعية جعل من مسالة الاعتماد على النفس شعارا لها سواء أكان ذلك على المستوى الفردي أم على مستوى تلاميذتها التي تعمل على توعيتهم في شتى نواحي الحياة، وتسعى بذلك  لترقية مستوى افكارهم  ، وتربية ذوقهم الفني ، وترقية الإحساس الجمالي في التعامل مع المحيط ورسيخيه بصورة جذرية.و يتجلى في تاطيرها لانشطة تربوية داخل المؤسسة التعليمية التي كانت تعمل بها.
 تركز  الفنانة زهرة حنصالي على ربط العلم بالذوق الفني و دمجهما في البيئة الثقافية الى ان يصيرا ظاهرة  تستحث التجديد والإبداع.وتحاول الفنانة التعبير بواسطة الريشة والألوان الزاهية عن كينونتها وتفاعلها مع محيطها. فالفن بالنسبة لزهراء فكرة وأحاسيس تهز مشاعر الناس.
زهراء حنصالي فنانة تشكيلية  ترتدي عباءة الحرف و تسبح في بحور الشعر و شاعرة تحمل فرشاة. تقول في احدى حواراتها :
-" تجربتي مع الشعر كانت في البداية  محاولات لترجمة مشاعر  تنتابني بحيث كنت أتفاعل مع ما أعيشه . و كأستاذة ، وجدت  ان الشعر وسيلة لتمرير الرسائل التربوية. والان اصبحت ارى في  الشعر نور اطل به على عالم   يرشف من ينابيع الجمال والأمل. و عندما تأتي القصيدة تصبح الالوان  مداد وحبر".
 السؤال الذي يفرض نفسه هو لماذا  يحضر الالم بشكل كبير في أشعار زهراء حنصالي  رغم ان لوحاتها تطغى عليها بهجة اللون والموضوع 
 ترد زهراء حنصالي على هذا السؤال ب
"لن أنكر أن فوق صدر قصائدي حزنا  يحمل بين ضلوعه أشلاء نفسي. فالألم هو الكأس المرة التي إن اكتسح منها  كبار الشعراء واصبحوا عظماء؟  على سبيل المثال لا الحصر بدر شاكر السياب" 
الفنانة و الشاعرة  زهراء حنصالي  تكتب الشعر  بحروف من الوان , لها العديد من المشاركات الداخلية في المغرب, حاصلة على العديد من الجوائز, شاركت في دواوين جماعية عالمية. تنشر في أكثر من صفحة عبر منصات الشبكة العنكبوتية . شاركت في عدة معارض تشكيلية فردية و جماعية وملتقيات فنية.
زهراء حنصالي فنانة تشكيلية و شاعرة مغربية متألقة تمزج نصها الشعري بشعور مرهف تمتزج فيه أحاسيس الفنانة بمشاعر الشاعرة، فهي تعيش الابداع  فى تركيبة تنسج افكارها بخيالها في تمازج مع طبيعتها وتختلط  بأحلامها المشبعة بالحنين للماضي ليجعل اللون سيد اللوحة ليغوص فى عمق العمل الفنى كان شعرا او تشكيلا