كتب/ ياسر عامر
ثمن خبير جودة التعليم وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الدكتور/ أحمد علي سليمان، في تصريحات صحفية على هامش المؤتمر، المبادرات التي أطلقها معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف السبت ٧ / ٣ / ٢٠٢٠م في كلمته بمناسبة افتتاح المؤتمر الدولي الثاني لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف بالقاهرة تحت عنوان: "بناء الإنسان في التصور الإسلامي بين الواقع والمأمول"، والمنعقد تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر، وبمشاركة باحثين وخبراء من الدول العربية والإسلامية.
حيث أكد خلالها أن البناء المتكامل للإنسان علميا وخلقيا وثقافيا ووطنيا هو الذي يصنع الشخصية السوية، ويجب أن يكون تعميق الولاء والانتماء الوطني أحد أهم محاور بناء الشخصية، وأن نتحول من قياس مستوى الشهادة إلى قياس مستوى التعلم، ومن قياس مستوى الحفظ إلى قياس مستوى الفهم، ومن قياس تحصيل بعض المناهج إلى قياس تحصيل مستوى العلم، وألا يتخلف البناء الأخلاقي للإنسان عن بنائه علميا وفكريا..
وأشار "سليمان" إلى أن هذه المبادرات المهمة هي من صميم ممارسات ومؤشرات جودة التعليم، والتي يجب أن تتكاتف جميع المؤسسات المعنية في الدولة لتطبيقها وتفعيلها على أرض الواقع، من أجل إيجاد خريجين عصريين غير نمطيين، قادرين على التفاعل مع متغيرات العصر ومستجداته، وعلى مواجهة التحديات، من خلال مناهج وآليات تربوية عصرية تضع المتعلمين في بؤرة الاهتمام ومحور العملية التعليمية، وتنقلهم من الحفظ والتلقين، إلى مهارات التفكير والفهم العميق والاستيعاب والنقد والإبداع وحل المشكلات؛ للارتقاء بالمجتمع وتحقيق جودة الحياة.
وفيما يتعلق بمطالبة وزير الأوقاف بـ "العودة إلى نظام الأزهر القديم في منح شهادة العالمية "الدكتوراه" بحيث لا يحصل عليها إلا من يكون جديرًا بها، متمكنا من أدوات العلم الذي يمنح درجة العالمية فيه، من خلال لجان تناقشه في مدى تمكنه من العلم الذي يدرسه، لا في مجرد موضوع رسالته، ويكون موضوع الرسالة أحد مكونات الحصول على الشهادة، إضافة إلى لجنة تؤكد أن الباحث قد وصل في هذا العلم إلى المستوى الذي يستحق معه تلك الدرجة العلمية الراقية" فإنني أؤيد هذه الطروحات الرامية إلى عدم تسلل أنصاف المتعلمين أو الجهلاء إلى مسرح التدريس والتعليم، وأرجو أن تتفاعل معها جامعة الأزهر والمجلس الأعلى للأزهر، خصوصا وأن هذه المبادرة ولدت في رحاب الأزهر الشريف، وترعرعت فيه، وانتقلت منه إلى شتى دول العالم المتقدم.
وأكد سليمان إلى أن هذه المبادرات حال تطبيقها تضمن وضع أرجلنا على الطريق إلى مواكبة العصر في جميع ميادين الحياة، وهو من أهم الركائز في تقدم المجتمعات وتطورها، وأصبح الاهتمام به من المقاييس الرئيسة التي تقاس بها حضارة الشعوب وتقدمها، حيث أدركت الدول المتقدمة أن نجاحها وضمان تفوقها يعتمد أساسًا على القدرات الإبداعية لعلمائها وباحثيها في إعداد البحوث المبدعة التي تسهم في تحقيق جودة الحياة، والعلم ركيزة كبرى ومكون أساسي من مكونات الحضارة الإسلامية، ويُعد اهتمام المسلمين بالتقدم العلمي والتعليمي وتحقيق جودته من صميم العقيدة الإسلامية.
إضافة تعليق جديد