رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 1 يوليو 2025 7:00 ص توقيت القاهرة

سيد قطب بين الماسونية و الإخوان

..
سيد_قطب بينالماسونية و الإخوان
سيد قطب إبراهيم حسن الشاذلي الذي عانى من التيه حتى عرف طريقه ، عانى من الضياع الروحي و التيه النفسي حتى وجد ضالته المنشودة في حركة إسلامية إصلاحية سمت نفسها باسم « الأخوان_المسلمين » ولد « سيد قطب » في قرية ( موشة ) بمحافظة أسيوط في يوم 9/10/1906 ، و فى عام 1920 سافر إلى القاهرة لينضم إلى مدرسة المعلمين الأولية و نال منها شهادة الكفاءة ، التحق بعدها إلى تجهيزية دار العلوم و فى عام 1932 حصل على درجة البكالوريوس في الآداب من كلية دار العلوم . و عمل مدرسا لمدة ست سنوات ، ثم موظفا في الحكومة . و بعد سنتين عين في وزارة المعارف – في عهد إسماعيل القباني – في وظيفة « مراقب مساعد » حتى قدم استقالته لأن رؤساءه لم يقتنعوا بمقترحاته و قبل #مجلس_قيادة_الثورة الاستقالة سنة 1954، و في نفس السنة تم اعتقاله و حكم عليه بالسجن لمدة خمسة عشر عاما . و لكن #الرئيس_العراقي « #عبد_السلام_عارف » تدخل و تم الإفراج عنه بسبب سوء حالته الصحية سنة 1964 ....
و في سنة 1965 اعتقل بتهمة محاولة « اغتيال #جمال_عبد_الناصر » . و قد صدر حكم الإعدام على سيد قطب بتاريخ 21/8/1966 ، و تم تنفيذه بسرعة بعد أسبوع واحد فقط في 29/8/1966 قبل أن يتدخل أحد الزعماء العرب و طوال حياته السياسية انضم قطب إلى #حزب_الوفد ثم انفصل عنه ، و انضم إلى حزب السعديين لكنه مل من الأحزاب و رجالها و علل موقفه هذا قائلاً : " لم أعد أرى في حزب من هذه الأحزاب ما يستحق عناء الحماسة له و العمل من أجله "
لقد مر " سيد قطب " في حياته بمراحل عديدة انتقل فيها من تيارات فكرية إلى أخرى ، و يعترف " سيد قطب " أكثر من مرة بمروره بمرحلة التيه في عقيدته الدينية ، و فى عام 1934 نشر في الأهرام دعوته للراى العام ، و أن يعيش الناس عرايا كما ولدتهم أمهاتهم ، و قد كان ذلك منتشرا في البلدان الأوربية آنذاك و قد أكدت ذلك مجلة #روز_اليوسف حين نشرت مقالا بعنوان " سيد قطب من الإلحاد إلى القداسة و العكس" و كتبت فيه عن دعوته للعرى ، و عن حبه لفتاة أمريكية حتى أنه بكى حينما تزوجت من غيره ....
و يبدو أن الماسونية امتدت إلى " سيد قطب " و بعض الأعضاء من التنظيم المسمى" الأخوان المسلمين "، و كان يكتب بعض مقالاته الأدبية في جريدة #ماسونية هي " التاج المصري " لسان حال #المحفل_الأكبر الوطني المصري ، و إن لم يصرح أي من مصادر الماسونية أنه كان ماسونيا ، لكن الصحف الماسونية لم تكن لتسمح لأحد من غير الأعضاء في الماسونية بالكتابة فيها مهما كانت صفته أو منصبه لقد كتب الشيخ " #محمد_الغزالي " في كتابه ( من ملامح الحق ) ، و هو من أكبر رجالات #الأخوان و صاحب للشيخ " #حسن_البنا " أن " سيد قطب " منحرف عن طريقة البنا ، و أنه بعد مقتل البنا وضعت الماسونية زعماء لحزب الأخوان المسلمين ، و قالت لهم ادخلوا فيهم لتفسدوهم و كان منهم " سيد قطب ".
لم يكن وحده ماسونياً : يبدو أن الشكوك في تورط بعض الأعضاء من التنظيم المسمى " الأخوان المسلمين " إلى الماسونية تزيد حينما نذكر أن " #مصطفى_السباعي " الذي ساهم في الحركة الوطنية المصرية كان من أنشط الأعضاء الماسون في #بيروت . و لكن لأي مدى كان انتماؤه للماسونية؟ و هل كان يخدم بها أهداف الأخوان المسلمين في #مصر و #سوريا ؟ و لقد انتخب " مصطفى السباعي " بعد عام 1945 رئيسا عاما للحركة المسماة " الإخوان المسلمين " في سوريا و أطلقوا عليه اسم المراقب العام . و قد انتخب " مصطفى السباعي " [ 1944 – 1945 ] مراقبا عاما لموهبته في الكتابة و الخطابة و هكذا فبعض الأعضاء في التنظيم المسمى " الأخوان المسلمين " كانوا أعضاء في الماسونية ، و لو صدق ذلك فسوف يكون هناك علامات استفهام لا تجد من يجيب عليها ، فما مدى انتمائهم إلى الماسونية ؟ و ما هو الغرض من انضمامهم ؟ و لأي مدى كان اقتناعهم بمبادئها ؟ كل ذلك لا يجد من يجيب عليه . خاصة و أنه شتان بين مبادىء الماسونية و مبادىء ما يسمونه " الأخوان المسلمين " ....
و كما رأينا أن أحد المعاصرين المقربين و هو الشيخ " محمد الغزالي " أكد بأن الماسونية زرعت وسط صفوف الأخوان رجالا و منهم " سيد قطب ". و هو أمر محير فمسألة مدى الانتماء إلى الماسونية و مدى صدق ذلك الانتماء و مدى الإيمان بمبادئها أمر غامض لا يباح به لأقرب الأقربين ، كما لا تظهر المذكرات الشخصية لأي منهم أية علاقة من قريب و لا من بعيد بالماسونية و كأنهم لم يقربونها قط . لا يسمح لغير الماسون بالكتابة في صحف الماسون :
احتوت أوراق الماسونية في مصر على ( أمر عال ) بتاريخ 29 أغسطس عام 1922 يعترض فيه " إدريس راغب " أستاذ أعظم المحفل الأكبر الوطني المصري بشدة على أمر إفشاء أعمال الماسونية في الجرائد السيارة ، فالموضوعات الماسونية تناقش في صحف الماسون فقط ، و يبدو أنه قصد بصحف الماسون تلك التي كان يمتلكها الماسون دون غيرها ، أو المتخصصة التي تصدر عن الشروق الماسونية و محافلها تحت السلطة العامة للمحفل الأكبر الوطني المصري . و لقد صدر ذلك الأمر حينما نشر الماسوني " محمد مصطفى عبده " مقالا بعنوان " في الماسونية " بجريدة " وادي النيل " الغير متخصصة في الماسونية في عددها الصادر في 27 أغسطس 1922 . و أمر " إدريس راغب " في نهاية اعتراضه الرسمي بإيقاف " محمد مصطفى عبده " عن الأعمال الماسونية و أوصى بلزوم محاكمته . و أعلنت " المجلة الماسونية " في إحدى الأعداد بأنها ترجو كل أخ ماسونى يريد نشر أي مقالة علمية أو أدبية أو ماسونية أن يرسلها على الجريدة مباشرة ، و بالتالي لا يسمح لغير الماسون بالنشر في الصحف الماسونية كما لا يسمح بعكس ذلك .
و مما يؤكد ذلك أن الصحف الماسونية كانت دائما ما تكرر الترحيب بالباحثين الماسون للكتابة في الصحف الماسونية و لا ترحب باستقبال أعمال العوام من غير الماسون ، و كان هذا هو التقليد المتبع في كل صحف الماسون في العالم ، و قد كانت الماسونية في مصر كمثيلتها في دول العالم لا تسمح لأحد من غير الماسون بالاقتراب من الماسونية بأي شكل من الأشكال إلا إذا كانت الماسونية ترغب في اقترابه ليكون عضوا فيها ، و هذا من التقاليد المتبعة إلى الوقت الحاضر ، و بالتالي فإن أي شخص يذكر في الصحف الماسونية مشاركا فيها أو حتى مبديا رأيه في أي من الموضوعات العامة أو الماسونية فهو منهم ، فقوانين الماسونية صارمة أيا كانت طبيعة المجتمع الذي تعيش فيه
و أخيرا نذكر ما كتبه " محمد الغزالي" تتمة لما كتبناه سابقا و خاتمة له ، فكتب يقول " فلم يشعر أحد بفراغ الميدان من الرجالات المقتدرة في الصف الأول من الجماعة المسماة الأخوان المسلمين إلا يوم قتل حسن البنا في الأربعين من عمره ، لقد بدا الأقزام على حقيقتهم بعد أن ولى الرجل الذي طالما سد عجزهم . و كان في الصفوف التالية من يصلحون بلا ريب لقيادة الجماعة اليتيمة ، و لكن المتحاقدين الضعاف من أعضاء #مكتب_الإرشاد حلوا الأزمة ، أو حلت بأسمائهم الأزمة بأن استقدمت الجماعة رجلاً غريباً عنها ليتولى قيادتها ، و أكاد أوقن بأن من وراء هذا الاستقدام أصابع هيئات سرية عالمية أرادت تدويخ النشاط الإسلامي الوليد فتسللت من خلال الثغرات المفتوحة في كيان جماعة هذه حالها و صنعت ما صنعت . و لقد سمعنا كلاما كثيرا عن انتساب عدد من الماسون بينهم الأستاذ #حسن_الهضيبي نفسه لجماعة الأخوان و لكنني لا أعرف بالضبط ، استطاعت هذه الهيئات الكافرة بالإسلام أن تخنق جماعة كبيرة على النحو الذي فعلته ، و ربما كشف المستقبل أسرار هذه المأساة "
و يبدو أنه بين أمر " إدريس راغب " و المنشور في الصحف الماسونية بعدم السماح لغير الماسون في الكتابة بصحفها ، و ما كتبه تمام البرازي في كتابه عن ماسونية أحد أعضاء الأخوان و هو مصطفى السباعي ، و ما ذكره محمد الغزالي في كتابه تأكيد و لو من بعيد عن ماسونية البعض من جماعة الأخوان المسلمين مثل ( سيد قطب – حسن الهضيبي – مصطفى السباعي ) . إننا لا نتهم و لا نبرىء بل نعرض حقائق و نلقي الضوء على مسائل كانت و لا تزال غامضة في #التاريخ العربي ، نقدم من الدلائل و البراهين ما يمكن أن يؤكد ، لكن في نفس الوقت لا يمكن أن نتأكد .. لوجوب التزييف في الوثائق التاريخية ، أو حتى .. تغلب الأهواء الشخصية على الشخصيات ذات الرأي ، لكن من حقنا أن نعرض ما تصل إليه أيدينا لنفتح الطريق أمام الباحثين كي يؤكدوا أو ينفوا ما كتبه القلم

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
5 + 7 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.