الحمد لله الذي خلق الإنسان من سلاله وركب بلطف حكمته مفاصله وأوصاله ورباه في مهاد لطفه ثلاثين شهرا حمله وفصاله وزينه بالعقل والحلم وأزال عنه ظلماء الجهاله، فسبحان من إختارهم لنفسه ونعمهم بأنسه وأجزل لهم نواله، ويسّر له مولاه سبيل السعادة وحقق آماله وأجزل نصيبه من التوفيق وقبل أعماله، وأشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير أما بعد وعن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له رواه مسلم، وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال.
" ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه " متفق عليه، ولقد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن يوم عاشوراء ومنزلته في الإسلام، ولقد إختلف علماء السنة في رأس الإمام الحسين رضي الله عنه، وهل سيره عبيد الله بن زياد من الكوفة إلى يزيد بالشام أم لا، والذي جاء في صحيح البخاري أنه حُمل رأسه إلى عبيد الله بن زياد، فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين عليه السلام، فجعل في طست، فجعل ينكت، وقال في حسنه شيئا، فقال أنس كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مخضوبا بالوسمة" ولقد جاء في بعض الروايات أن الرأس حُمل إليه، وحسب الروايات السُنية أيضا فإن فاطمة بنت الحسين لما دخلت على يزيد قالت يا يزيد.
أبنات رسول الله سبايا، فقال بل حرائر كرام، أدخلي على بنات عمك تجديهن قد فعلن ما فعلن، ثم بعث يزيد بهم إلى المدينة المنورة، وأمر النعمان بن بشير أن يقوم بمصاحبتهم ويقول ابن كثير الدمشقي وأكرم آل بيت الحسين، ورد عليهم جميع ما فقد لهم وأضعافه، وردهم إلى المدينة في تجمل وأبهة عظيمة، وقد ناح أهله في منزله على الحسين مع آله حين كانوا عندهم ثلاثة أيام، أما حسب الروايات الشيعية فإن من بقي من النساء والأطفال وعلي بن الحسين السجاد أخذوا كأسرى مقيدين بالسلاسل إلى بلاد الشام، حيث يقيم يزيد، وأحضروهم إلى مجلسه، وكان قد وضع رأس الحسين في إناء أمامه، ضاربا إياه بعصاه، شامتا فيه، فخطبت زينب بنت علي بن أبي طالب الخطبة المعروفة في التراث الشيعي بخطبة زينب في مجلس يزيد، التي رواها سيد بن طاووس.
فيقول أبو منصور الطبرسي أنه لما دخل علي بن الحسين وحرمه على يزيد، وجيء برأس الحسين عليه السلام ووضع بين يديه في طست، فجعل يضرب ثناياه بمخصرة كانت في يده، فلما رأت زينب ذلك فأهوت إلى حبيبها فشقت، ثم نادت بصوت حزين تقرع القلوب، يا حسيناه يا حبيب رسول الله يا ابن مكة ومنى، يا ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء يا ابن محمد المصطفى، فأبكت والله كل من كان، ويزيد ساكت، ثم قامت على قدميها، وأشرفت على المجلس، وشرعت في الخطبة، فاللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبده ورسوله الأمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إضافة تعليق جديد