رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 مايو 2024 3:37 م توقيت القاهرة

عواطف حافظ تكتب  : قبل أن يحترق الجميع ..

بقلم : عوطف حافظ

المتابع للمشهد المصرى الآن سوف يدرك دون حاجة لأن يكون له علاقة بالشأن السياسى أن مصر تعانى من مشكلة حقيقية فى التعامل مع الأزمات بالقدر الذى تحتاجه هذه الأزمات من الحنكة والذكاء السياسى ، هذا رغم كثرة أعداد المستشارين بدائرة صنع القرار ، وهذا إن عكس شيئا فلن يعكس إلا ان دوائر ضنع القرار فى مصر ليست بالقدر الكافى من الخبرة والجاهزية وأن المليارات التى يتقاضاها هؤلاء المستشارين ليست إلا عبئا وجزءا مهدرا من أموال المصريين ..

فمنذ أزمة الطائرة الروسية مرورا بأزمة مقتل الشاب الإيطالى ريجينى ثم إختطاف طائرة مصر للطيران وصولا إلى أزمة تيران وصنافير إنتهاءا بأزمة الداخلية مع الصحفيين  كلها أزمات تعكس عدم وجود خبرة سياسية بالقدر المطلوب وعدم دراية بإدارة الأزمات ، هذا بغض النظر عن أى وجهة نظر مع أو ضد اشتملت عليها هذه الأزمات ..

الأخطر والذى يدعو للقلق أن الدولة المصرية سوف تكون مجبرة عما قريب على اتخاذ إجراءات إقتصادية غاية فى القسوة ، وستطال قطاعات كبيرة من الشعب المصرى ..

هذه الإجراءات لن تحتاج إلى نفس الطريقة التى تتعامل بها الدولة مع كل أزماتها ، حيث ستكون بمواجهة الغالبية العظمى من الشعب والكتلة الأكبر التى تناصر الرئيس ومازالت مؤمنة به .. قد لا تدرك دائرة صنع القرار أن هذه الكتلة هى السدنة التى تحفظ تماسك الدولة المصرية حتى الآن رغم كثرة الأزمات وأن إنفراط عقد هذه الكتلة هو إيذانا بتدهور الدولة وبداية الفوضى ..

هذه الكتلة التى تؤجل سخطها لأجل غير مسمى وتحاول التكيف مع الأوضاع كرها ، فمنذ عقود متتالية وعبر أنظمة مختلفة وهذه الشريحة تعانى من الإرتفاعات المتوالية للأسعار دون حلول ناجزة من الدولة فلا رقابة على الأسواق ، ولا دورا فاعلا لجمعيات حماية المستهلك ولا حتى مبادرات من منظمات المجتمع المدنى وبات السوق المصرى يحفل بظاهرتين لا وجود لهما بأى من الأسواق الأخرى بالعالم ، فالأسعار فى مصر ترتفع مع كل المناسبات فى عيد الأضحى وعيد الفطر ، وفى رمضان ، وبموسم المدارس ومع العلاوة وفى الصيف وفى الشتاء ومع إفطار المسيحيين ومع ارتفاع الدولار  وارتفاع اسعار الإبترول لخ ، الظاهرة الأخرى أن الأسعار إذا ارتفعت لأى سبب فهى لا تعاود الهبوط حتى بزوال السبب ..

مشكلة ارتفاع الأسعار وإنخفاض

قيمة الجنيه هى أكبر من كل المشكلات التى تهتم بها وسائل الإعلام وهى المشكلة الأكبر التى تحتاج من الدولة حلولا جذرية وليست تلك الحلول المؤقتة فلا من مهام الجيش توزيع أوراك الدجاج ولا توفير الطماطم بالمجمعات سيكون حلا ..  إن استمرار إرتفاع الأسعار وإنخفاض قيمة الجنيه دون حل حاسم أوشك أن يفجر الوضع بوجه الجميع وإذا ما انفجر بركان الشريحة الاكبر من بسطاء الوطن وقتها لن تجدى معه صور افتتاح المشروعات الكبرى والتى تحاول تأجيل حلمه بالعيش فقط العيش وليس التطلع لمستقبل أفضل مع تحقق تلك المشروعات ..  انزعوا الفتيل قبل أن يحترق الجميع ..

 

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.