رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 27 أبريل 2024 9:51 ص توقيت القاهرة

كيف صارت المرأة في مجتمعنا المعاصر؟

بقلمي جمال القاضي 

ولأننا نفهم المرأة فهماً خطأً،كانت مكانتها في عصرنا مكانة غير ماتستحقها .

ورغم وحدة الموصوف إلا أنه رغم ذلك اختلفت معه نظرة الواصف ،فقد سمعنا فيما مضى عن من يتحدث عن المرأة. بين مادح لها،وبين من راح يهين في شخصها ويعيب صفاتها، فقالوا عنها إنها نصف المجتمع،وقالو عنها حين وصفوها بالأم بأنها مدرسة،لكن حقيقة الأمر على أرض الواقع ليست كذلك،نعم حقيقة في واقعنا المعاصر غير ذلك،فذهب الغير  بالنظر إليها على أنها في حياة الرجل مجرد زوجة ليس لها دور سوى خدمة الرجل،ليس لها أي دور في حياة الرجل إلا أن تعمل على تلبية رغباته وافراغ شهواته وممارسة معتقداته من سيطرة مطلقة وسماع لأوامره التي لاتنتهي وتنفيذها دون اعتراض منها حتى وإن كانت هذه الأوامر تنافي الدين والشرع، تطيعه في خطأ أو في صواب دون اعتراض أو نقاش منها ولاصوت لها يعلو على صوت الرجل، ولارأي يؤخذ منها ولو كان ثواباً،حيث أنه يرى أنه لايجب عليه أن يسمح لها في ذلك خوفاً من ضياع هيبته ورجولته التي سبق وأن رسمها أمامها لنفسه،ويرى ايضا أنه  يجب عليه أن لايسمع لصوت عبدة يطعمها ويسقيها ويوفر لها المأوى ويكون منها هذا الرأي الصواب الذي يظهر خطأ رأيه وعواره وعدم جدوى رأيه الخاطئ هذا أمام صواب رأيها؟

ولم يكتفي الرجل بهذه النظرة عن المرأة في بيته ،لكنه راح يصورها بأبشع الصور للمجتمع، فصورها للرائي على أنها مجرد جسد بلامشاعر،صورها له بأقبح الصور حتى صارت بهذه الصورة على أنها حلم سهل لينال كل طامع وساعي وباحث عن الرزيلة من جسدها بشهوته الحيوانية،ونسيى مشاعرها كإنسانه خلقها الله مثلها مثل الرجل ،ليتعامل فقط مع جانب واحد من جوانب الحياة أي جسد بلامشاعر،فجعلها راقصة في أفلام السينما،وجعلها ربحاً لرهان بين المقامرين على طاولة القمار،بل وجعلها جائزة وهدية رخيصة يهديها تجار المخدرات للمسؤلين لتسهيل تجارتهم،أو لبعضهم البعض،كما جعلو لسترها عرياً ليشوهوا بذلك تلك الصور التي صورها لنا الدين عنها من الطهر والعفاف.

لكننا قد ظلمناها بنظرتنا،ولم نعطيها حقها المشروع والذي جاء به الدين،فراح الجميع يحترمها كأم فقط ويفقدها احترامها المستحق كزوجة، وعليه فقد ضاعت مكانتها، بل ويستبيحها جسداً ويستهذئ بها كإنسانه في مكانة الزوجة،ليقتل بذلك مشاعرها ويميت بداخلها كل جميل قد خلقه الله فيها والذي هو من أجمل الصفات.

لكن عليك أن تعيش معي للحظات لتعرف مدى التفرقة بين امرأة وامرأة آخرى.
فمن علمتنا كيف نحبو في بداية الحياة وكنا لاندري أي خطى نسلكها ولاكيف نستقيم ؟ من علمتنا كيف ننطق حروف الهجاء حين كنا جملة كاملة في الجهل وجملة ناقصة بل ومجهولة  في العلم ؟ من علمتنا كيف يحب بعضا البعض وغرست بداخلنا كل جميل نعي ونفهم ونستشعر معناه اليوم؟ من عاشت معنا في سهر حين كنا نرتعش من حرارة الحمى التي أصابت أجسادنا وتبقى هي بجوارنا ساهرة في معاناة؟ ومن لملمت أحزاننا من جوى القلب وألقت بها بعيداً عن أنفسنا واستبدلتها بسعادة فصرنا بغير حال ولم يسبق أن رأيناه؟ ومن حرمت نفسها من ملذات الدنيا فقط لتشاهدنا نتناول هذا الذي حرمت منه وتشبع هي بشبعنا وكل حلو بعدها عنها منعناه؟ من تكون التي باتت تغطي جسدنا وهي في رعشة ولم تبخل علينا بما كان عليها من غطاء وجعلته لنا غطاء؟  ومن كانت بكائها سيفاً يخرق ظلام الليل حين يموت لنا اباً أو ابناً أو اخاً وتقول عزيز قلبي ووالله فقدناه؟ ومن تجرعت الصبر كؤوساً حين فقد الزوج مقوماته بمرض في هذه الحياة؟ ومن سهرت قائمة على رعاية أولادها بعد أن صارت وحدها دون عائل في هذه الحياة؟

إنها الأم،إنها رغم هذه الأمومة عند أولادنا مازالت لدينا هي زوجة فلماذا رغم أنها هي اختلفت فيما بيننا تلك  النظرة المختلفة فيما بيننا لها ؟ أسفنا لرخصها بداخلنا فرخصت هي في أعين غيرنا،فكانت مطمعاً في قلوبهم، ألم يحين الوقت لنعيد مكانتها؟ليست هي نصف المجتمع كما قالوا  وحسب،لكنها مجتمعاً في ذاتها يسير في مجتمع،نعم مجتمعاً يبحث عن من يقدره،ويعيد دورها ومكانتها التي سبق وان قدرها لتكون بها وسط هذا المجتمع الذي صار غريباً وشهوانينا،لكن بات عليها أولا أن تعيد لنفسها هذه المكانة بداخلها،وذلك بأن لاترضى لنفسها بإهانة ولاتتنازل عن كرامتها مهما كلفها الأمر في ذلك ودون مخالفة لتعاليم الدين من واجب كان عليها،فالذهب لم يقدره البشر إلا لأنه كان ذات قيمة في ثمينة في أصل جوهره.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.