رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 16 يونيو 2025 2:54 م توقيت القاهرة

لولا الإسلام لوأدني أبي فور ولادتي

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله، فلا مضلّ له، ومن يضلل، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم أما بعد لقد أوصي الإسلام بتربية الأبناء تربية إسلامية حسنة وحتي نقوم بذلك فإنه ينبغي علينا أن نعلمهم آداب الدعاء، ومنها اليقين في الإجابة، وألا يستعجل الإجابة وأن يعلموا أن الدعاء منه ما يجاب ومنه ما يدفع به البلاء، ومنه ما يدّخر ليوضع في ميزان الحسنات يوم القيامة، والمؤمن حيت يرى دعاءه يوضع في ميزان حسناته يوم القيامة يتمنى لو لم تجب له دعوة في الدنيا، كما ينبغي أن يعرفوا أن الدعاء خير كله، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى حيي كريم يستحي أن يرفع العبد يديه ثم يردهما صفرا خائبتين" 

فنذكرهم دائما بفضيلة الدعاء قائلين "إن الله الواجد جل شأنه قريب مجيب رحيم ودود فادعوه مخلصين له الدين وأنتم موقنون بالإجابة فإن من سأله أعطاه ومن توكل عليه كفاه، ومن إعتصم به هداه إلى صراط مستقيم، فهو الواجد الذي لا تنفد خزائنه ولا تنتهي نعمه ولا تضيق رحمته بالعالمين" وما أحلى الدعاء القائل " اللهم إنا قد جئنا جوارك وأنخنا مطايانا ببابك، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، فلا تبعدنا اللهم عن جنابك، وافتح لرجاءنا رحابك، ولدعاءنا أبواب السماء، ودعاءه صلى الله عليه وسلم " اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى" وهناك قصص واقعية ترويها الأمهات عن خبرتهن في تحبيب أبنائهن في الإسلام، وفي حب الإسلام، فقيل أنه فوجئت الأم بطفلها البالغ من العمر إحدى عشر عاما يسألها قائلا أنا مسلم نعم؟ ولكن لماذا يوجد أناس آخرين غير مسلمين؟ 

ولماذا لا أكون أنا أيضا غير مسلم؟ فرأت أن الإجابة المباشرة لن يكون أثرها عميقا كما تريد، فإقترحت عليه أن يحاول البحث بنفسه عن إجابة، وأن يقوموا بعقد مسابقة بينه وبين أقرانه من الأقارب والجيران والأصدقاء للإجابة على سؤال محدد وهو ماذا لو لم أكن مسلما؟ ونصحتهم بالإستعانة بمكتبة البيت أو النادي أو المدرسة، وتم تحديد يوم ليعرض كل منهم إجابته، فوجدت الأم إجابات مقنعة، منها ما قاله الأولاد، لو لم أكن مسلما لما وجدت مكانا محددا أفزع إليه حين تصيبني مشاكل ولما وجدت قوة تحميني حين أواجه مصاعب، فمن سأنادي إن لم يكن معي أبي أو أمي أو مثلهم من البشر؟ ولو سماني أبي أسما قبيحا، ولفرق أبي وأمي بيني وبين إخوتي في الحب والعطاء، ولاحتقرني الناس وهجروني بسبب شكلي أو لوني أوديني أو فقري أو جهلي. 

ولما وجدت من يرحمني حين أكون صغيرا، أوضعيفا أو مريضا، ولما إحترمني غيري حين أكون كبير السن ولظللنا نعيش بدون أمان يغير بعضنا على بعض دون ضوابط ، ولظللنا نبيت يقتلنا الهم والقلق على رزقنا وحياتنا ومستقبلنا، ولأكلنا الحيوانات الميتة، ولظل الفقير فقيرا يحقد على الغني، ولظل الغني غنيا يحتقر الفقير ويخاف من حسده وحقده ولظللت أعيش بلا هوية أو هدف، أعطل عقلي ولا أحترمه، وأتبع أهوائي ولو كان على حساب غيري، وقالت البنات لولا الإسلام لوأدني أبي فور ولادتي، ولامتهنت كرامتي، واستبيحت حرمتي ولظللت جاهلة بلا قيمة، ضعيفة بلا حول ولا قوة ولتزوجني أخي وعمي وابني، ولفقدت اسمي بعد زواجي، ولما عرف أبنائي قيمتي وحقي عليهم، ولطلقني زوجي دون سبب وفي أي وقت، ولتزوج علي أي عدد من النساء في أي وقت شاء. 

ولظللت محرومة من حقي في الميراث، ولنسيني أبنائي بعد موتي، فنظرت الأم في النهاية إلى إبنها فرأت في عينيه أن إجابة سؤاله قد وصلت إلى قلبه قبل عقله، فحمدت الله الهادي.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
8 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.