لو كانوا عرباً

، 

لو كانوا عرباً  ، 
لو كانوا كرامٍ
لعاشت فلسطين في سلام
لبات أهلها كل ليلة في فرح 
وزارتهم السعادة في المنام 
لنام الطفل على صوت الأمن 
وشاهد الملائكة في عالم الأحلام  
لو كانوا عرباً  ، 
لما أغتصبوا بنات العرب 
لما قتلوا عجائز العرب 
لما أمتلئت سجونهم بخيرة الشباب  ، والشبان 
من ليس لهم نظيرا في الوجود 
لو كانوا عرباً  ، ما كانت فلسطين لتضام

ليسقط كل ملوك الطوائف 
ليمت من الأرض كل جبان  ، وخائف
لينتهي كل الاقزام 
ليسقط المرجفون في المدينة 
من خوفونا من الغرب الشقي 
من قالوا لنا عيشوا فهم من يعرفون أكثر منا 
من إذا خالفتموهم لن تحصدوا سوى التعب  ، والعناء
تعيشون طول الدهر في ظلام. 

يا غزة لا تنتظري طويلاً 
لن يأتي لنجدتك أحد 
لم تعد العروبة اليوم بالسند 
ولم يعد هناك أيمان  ، ولا أسلام  
اليوم صار يحكمنا الجبناء، الخانعين 
الجالسين على عروش الذل  ، والهوان 
الذين تحصنوا بقلعة اللئام 
من أورثون الذل  ، 
والخنوع عاماً  ، بعد عام

لكٍ الله يا غزة  ، 
لك الله يا حبيبة  ، 
فنحن نحيا في دنيا غريبة 
لا تعرف سوى المكر، والخديعة 
ولا يحيا فيها سوى من يجيدون التلون
واللعب على الحبال 
ويتقن مراء الكلام 

يا قدس قد طارت الأوراق  ،
 وجف الحبر عن الكتابة، 
واللسان قد صار عاجزاً عن الكلام
وبلادي العربية  ، البهية عاجزة عن كل شيء 
تنتظر الضوء الأخضر من أسرائيل لتقدم لشعبك المحاصر الطعام 
قد شاهت كل الوجوه سوى وجهك العذب
الذي لا يعرف ألا الحب 
ويستحيل أن يغرب من الوجود أو يضام 
يا قدس لا تقنطي  ،  
ستنتهي المأساة عما قريب 
ويعود لرباك بعد غربته الحبيب 
يقبل الأعتاب  ، والجدران  ، يتفقد الأزقة  ، والبيوت، ويتحسس الأقدام 
ويعود التين  ، والزيتون أخضرٍ 
ونأكل من البساتين الرمان  ، والبرتقال 
نقفطف الزعتر الجبلي.، ويغرد في سماكٍ الحمام  . 
يا قدس يا حبيبتي سيرجع الأمان 
ويرجع السلام  
ويبنت الحب في قلوبنا  ، ويكبر الطفل الصغير على صوت الأذان  ، ونكتب قصة صمودك بأحرفة ذهبية، ونحكي لكل الدنيا عن شعب بطل كان يحيا هنا  ، 
عن فتية عاشوا كرام  . 

سعيد إبراهيم زعلوك