رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 16 يوليو 2025 2:22 ص توقيت القاهرة

"ما بين الصندوق والضمير… متى تنتصر إرادة الناس؟"

بقلم: اللواء أحمد سلامة
متخصص في قضايا الشأن العام والوعي المجتمعي

في لحظة فارقة من عمر الوطن، يتجه ملايين المواطنين إلى صناديق الانتخابات، يختارون من يمثلهم، ويظنون أن لهم يدًا في صناعة القرار. لكن الحقيقة التي باتت واضحة للجميع: أن الصندوق لا يعني شيئًا إن لم يكن صوت الناخب حرًا، وإن لم تكن الخيارات واقعية، وإن لم تكن الساحة متكافئة.

يقول الله تعالى:
﴿وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ۚ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ﴾
[البقرة: 283]
فهل هناك شهادة أبلغ من أن تقول رأيك بحرية؟ وهل هناك شهادة أعظم من اختيار من يُشرّع لك ويحاسب عنك؟

الأحزاب كثيرة… لكن السياسة غائبة!

عندنا أكثر من 100 حزب، لكن هل يشعر المواطن أن هذه الأحزاب تعبّر عنه؟
هل يرى الشارع فيهم بدائل حقيقية؟
الحقيقة المُرّة: أغلب الأحزاب على الورق، والمشهد السياسي يُدار بالتوازن لا بالتنافس.

أحزاب تُستدعى وقت الانتخابات، وتُغلق أبوابها بعد النتائج

أشخاص يتم اختيارهم لا لأنهم الأفضل، بل لأنهم الأقرب… أو الأهدأ… أو الأضمن!

أين الطرح؟ أين البرامج؟ أين النقاشات الوطنية التي تُشعل الوعي بدل أن تُغلقه؟

المسؤولية جماعية… والتاريخ لا ينسى

يقول الله عز وجل:
﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾
[الرعد: 11]
الصمت في وقت الحسم مشاركة في الخطأ، والحياد في لحظة الفساد خيانة للصالح العام. من يسكت عن تزكية الباطل، أو يقبل أن يُستغفل باسم الوطنية، فهو شريك في النتيجة.

متى ننتخب بوعي؟

حين نُعلي الكفاءة على "المجاملات"

حين نطالب بمناظرات بين المرشحين بدل توزيع الابتسامات

حين نُسائل كل من يطلب أصواتنا: أين كنت؟ وماذا فعلت؟ وماذا تنوي أن تقدم؟

لا مساس بالدولة… بل دعوة لتقويتها بالصدق

الدولة القوية لا تخشى صوتًا حرًا، ولا تُكمم فكرًا ناقدًا، بل تحتضنه وتسمعه.
نحن لا نهدم… بل نُنقّح.
لا نُعارض الدولة… بل نُعارض من يُفرغها من معناها، من يُفرّغ الصندوق من إرادة الناس.

قال تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ﴾
[النساء: 135]

في الختام...

إذا أردنا برلمانًا حقيقيًا، وسياسة تعكس نبض الناس، وحياة ديمقراطية سليمة…
فلنبدأ من الوعي، ومن رفض الصمت، ومن احترام صوت المواطن، لا توجيهه.

وإذا أردنا أن نحاسب من يخطئ في حق هذا الشعب… فلنحاسب أنفسنا أولاً، إن تهاونا، أو جاملنا، أو سكتنا.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
13 + 4 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.