رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 27 يوليو 2025 8:32 ص توقيت القاهرة

محن الدنيا ومصائبها

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الذي أعد للمؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها أبدا وأعد للكافرين جهنم لا يخرجون منها أبدا، سبحانه وتعالي من بكت من خشيته العيون، سبحانه أمره بين الكاف والنون فسبحان الذي بحمده الأولون والآخرون وسجد له المصلون، وأشهد أن لا إله إلا الله في السماء عرشه وفي الأرض سلطانه وفي البحر سبيله وفي جهنم سطوته وفي الجنة رحمته، وأشهد أن محمدا رسول الله البشير النذير والسراج المنير من بعثه الله هاديا وبشيرا ونذيرا، فيا عباد الله أوصيكم بتقوى الله عز وجل فإنها وصية الله للأولين والآخرين حيث قال تعالى " ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله " فما من خير عاجل ولا آجل ظاهر ولا باطن إلا وتقوى الله سبيل موصل إليه وما من شر عاجل ولا آجل ظاهر ولا باطن. 

إلا وتقوى الله عز وجل حرز متين وحصن متين وحصن حصين للسلامة منه والنجاة من ضرره، ثم أما بعد فيا أيها المسلمون إصبروا على القضاء والقدر فإن ما شاء الله تعالي كان وما لم يشاء لم يكن، ولله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى واعلموا أن كل ما قضاه الله وقدره خير لمن وقع عليه، ومما قضاه الله وقدره هو مرض الأبدان وهو مرض عام يشمل البر والفاجر، والذكر والأنثى والصغير والكبير، وهو ألم تثقل به الأجساد فلا تستطيع القيام ولا القعود ولا الحركة، وبه يصبح الإنسان عالة على غيره، وبه يحبس على فراشه، ويقل به النوم ويطول به الليل ويقل به الطعام والشراب، وتقل به الصحبة، ويتداعى الجسد بالسهر والحمى، وإن من أعظم نعم الله سبحانه وتعالى على عباده أن متعهم بالعافية ورزقهم الصحة والسلامة. 

كالتاج على رؤوسهم لا يراه إلا المرضى الذين يرقدون على فراش المرض يئنون ويتوجعون، ويتألمون آناء الليل وأطراف النهار وهم تحت رحمة الله جل وعلا، ثم عناية من حولهم من الأهل و الأطباء و الممرضين لا يملكون لأنفسهم حيلة، ولا يجدون مهربا مما هم فيه إلا بفضل الله تعالي ورحمته، ولأن الأمراض والأوجاع مما يُبتلى به عباد الله في أجسامهم وأنفسهم فلا ينعمون بطعم الحياة ولذة الصحة، وربما حُبسوا على فراش المرض دونما قيام أو قعود أو حركة، الأمر الذي تثقل معه الأجسام وتتعطل معه الحركة، وتقل به الصحبة، وتضيق معه النفس، ويا من تعلم أن ما أصابك ليس إلا بقدرة الله تعالى، أحسن الظن بالله سبحانه حتى يهون عليك ما أنت فيه من مرض، فإن الله لطيف بعباده، وإعلم أنك متى أحسنت الظن بالله سبحانه وتعالي شعرت بالرضا. 

وهان عليك مرضك لأنك على يقين تام بأن الله لا يقدّر إلا الخير ثم إن من قدّر عليك المرض ليس إلا أرحم الراحمين الذي هو أرحم بخلقه من الأم بولدها، ويا من ابتليت في صحتك وعافيتك، احمد الله تعالى أن ما أصابك من مرض أو إبتلاء لم يكن في دينك، فإن المصيبة في الدين هي الخسران المبين، واحذر عافاك الله تعالي من التسخط وإظهار الجزع، وعدم الرضا بالقدر فإن ذلك مما لا يليق بالإنسان المسلم ولا يجوز له بحال من الأحوال، فيقول أحد علماء السلف " ما أصابتني مصيبة إلا حمدت الله عليها لأربع، أن لم يجعلها في ديني، وأن رزقني الصبر عليها، وأن لم يجعلها أكبر منها، وأن رزقني الإسترجاع عندها " فيا أيها المريض المسلم، يا من فقدت لذة الصحة وحُرمت طعم العافية، يا من رقدت غير مختار على السرير الأبيض، اعلم بأن الله معك ولن يتركك وسعيطك الخير كله إن شاء الله فصبر جميل.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
4 + 15 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.