رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 28 أبريل 2024 2:22 ص توقيت القاهرة

ميرفت أيوب تكتب : وطن مريض ...وشعب يتصارع على الجثة

بقلم:  ميرفت أيوب ... رئيس قسم السياسة الخارجية بجريدة وطنى

بلا شك أنه مريض وحالته حرجة، ويرقد الأن في غرفة الإنعاش، يسارع الأطباء في تركيب الأجهزة والمحاليل بكافة أنواعها في محاولات مرتبكة لإنقاذ حياته التي أوشكت على الموت، فالوطن هو ألاب الذي يرقد دون وعى وأدراك، تاركا جثته لكل من أراد الوصول اليه، ويستطيع أن يمد يديه للعبث بها، يرقد وهو غير قادر على الرفض أو الموافقة بالعبث به بل يستسلم لكل وخزات الإبر دون أنيين.

انه ينتظر عناية السماء، والتي يؤمن بانها لا تظلل المجتمعين حوله.

لقد اجتمع أهالي المريض، حوله يتباكون تارة، ويتهمون بعضهم تارة أخرى بأبشع الاتهامات، وانقسموا عدة فرق، كل فريق يرى انه يملك العلاج المناسب والشافي، ويعلن أن الأخرين هم السبب الرئيسي يما حدث لهذا المريض.

 المريض هو الوطن الكل يدرك انه مريض، وأن الأمراض الفتاكة أحاطت به وتوغلت في شرايينه وأوردته، وأن حالات كثرة مثله ماتت بنفس الأعراض، وهم أقربائه سوريا والعراق وليبيا واليمن.

لكن المريض لا يزال قلبه ينبض ... إلا انهم جمعيا لم يرحموا حالته الحرجة وحاجته للهدوء والصبر لكي يتعافى ... الكل يريد ويرى أن يكون هو الطبيب الوحيد والجراح الذي يملك المشرط، والدواء الشافي ويظهر للكافة ذلك، وفى قرارة نفسه هدفه الميراث الأكبر.

هذا هو حال مصر الآن ، فالحقيقة المطلقة أصبحت  في يد وفى فم كل فئه والصراع أصبح عنوانه "نحن ننقذ هذا المريض" نحن وهم نتقاتل حبا في الوطن وسهامنا جميعا تخترق جسد هذا الوطن ...وكل من يطلق سهما ويخترق جسده يؤكد للجميع إن هذا السهم الذى يمزق هذا الجسد هو من يجعله يعود إلى الحياة ،مأساة نشترك جميعا في صنع نتائجها الكارثية، وسط هذا الصراع العائلي هناك خونة هرعوا  للمستشفى وجلسوا بيننا يدلون بأفكارهم القاتلة للمريض في محاولات للإسراع بالوفاة , وهناك أخرون في الداخل والخارج مكلفون بأعمال قذرة للإجهاز على مؤسسات الوطن المريض وعلى أهلة المتصارعون .

هكذا حال الوطن ...صراع وضجيج ونواح وفرح وحزن وشماتة خوف.

فان أعلنوا وفاتك يا وطن لن تكون لهم نقابة أو وزارة بل سيكون لهم ما كان لجيرانهم وإخوانهم في ليبيا وسوريا والعراق واليمن والقنابل والدمار ستكون الميراث المضمون للجميع والذي سنقول حينئذ انه ابتلاء من الله. ولكن الأكيد انه من صنع أيدينا.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.