واجب الأئمة تجاه إخواننا بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى

إن أعظم المسؤوليات والحرمات التي يجب أن تصان ولا تنتهك ثلاثة وهي :
النفس والعرض والمال ؛ فهل بقي شيء في غزة لم ينتهك ، والحرب لا زالت مشتعلة منذ عشرين يوما فهلا تحملنا مسؤولياتنا وادينا إليهم حقهم وابرأنا ذمتنا امام الله؟
فالحمم لا زالت تتساقط على رؤوسهم ولا زال الكفار يعيثون في الارض فسادا، وشلالات الدم في غزة مستمرة من جراء قصف كيان يهود المجرم براً وبحراً وجواً، فالشهداء بألاف والجرحى بعشرات الألاف، فماذا انتم فاعلون .
قَالَ اللهُ تَعَالَى :
﴿ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾
فماذا بعد يا امة المليارين
لماذا لم تتحرك الامة لإيقاف هذا القتل الرهيب لإخوانهم، وهم يرونه بأعينهم وتنقل لهم يوميا على الشاشات وغيرها، الم يروا كيف تودع الام ابنائها بعد نومهم في الفراش، الم يروا كيف يكتبون اسمائهم على اطرافهم لجمع اشلائهم بعد قتلهم، الم يشاهدوا كيف تجهز الاكياس البلاستيكية امام اعينهم .
الم تسمعوا قول رَسُولُ اللهِ ﷺ:
لَزوالُ الدُّنيا أهونُ على اللهِ مِنْ قتلِ رجلٍ مسلمٍ .
أبعد كل هذا وغيره، هل بقي لمعتذر عذر وعيش وطمأنينة وزينة .
ان الاسلام لم يترك غزة وفلسطين ومقدساتها دون احكام ، فقد بين واجب الامة تجاههم وكيفية التعامل مع هذا الواقع الاليم والابتلاء الطويل، فنصرة اهل غزة كما نصر الرسول ﷺ حلفائه من قبيلة خزاعة عندما اعتدي عليهم من بنو بكر حلفاء قريش فَقَالَ ﷺ:
نُصِرْتَ يَا عَمْرُو بْنَ سَالِمٍ .
وسير جيشا لنصرة حلفائه وفتح مكة وكما انتصر النبي ﷺ لمرأة كشف يه.ودي عورتها وسير جيشا ليهود بني قينقاع وانتصر لها، وكما انتصر المعتصم لامرأة اعتدي عليها، وسير لها جيشا وانتصر لها .
ان ابراء الذمة امام الله تعالى يكون بالتزام امره بنصرة المظلومين .
وها هي بقية الله في الارض في بيت المقدس واكناف بيت المقدس تعمل لإعادة صبغة الله من جديد، وبعث الامل والنصر القريب، لتكون كلمة الله العليا، وتحرر البلاد والعباد من رجس اليهود والصليبيين وعملائهم، وهذه الطائفة تتطلع لامتها وجيوشها، فاكملوا رحمكم الله الطريق التي بدأت في غزة .
فانصروا الله الله ينصركم ويثبت اقدامكم .
ان ما يقوم به يهود من قتل جماعي للنساء والاطفال باعداد كبيرة وتدمير الابراج على رؤوس اهلها وما تنقله وسائل الاعلام الدولية يجب ان تزيدنا قوة وثباتا واصرارا ةيقينا بان النصر بيد الله ولن تزيدنا شلالات دماء اهلنا الطاهر الا اصرارا .
قال تعالى :
﴿ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾
اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، سَرِيعَ الحِسَابِ، اهْزِمِ الأحْزَابَ مِنَ اليَهُودِ وَالمُنَافِقِينَ اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَاجْعَلِ الدَّائِرَةَ عَلَيْهِمْ .
اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا وَاقْتُلْهُمْ بَدَّدَا وَلَا تُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا .
اللَّهُمَّ نَسْأَلُكُ النَّصْرَ الَّذِي نَصَرَتَ بِهِ رَسُولَكَ وَفَرَّقْتَ بِهِ بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ .
اللَّهُمَّ أَنْتَ القَائِلُ: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغِيثُ بِكَ ، فاغثنا .
اللهم انْصُرْنَا بِرَحْمَتِكَ وَأَيِّدْنَا بِجُنْدِكَ وَأَغِثْنَا بِقُوَّتِكَ .
اللَّهُمَّ ثَبِّتْ أَهْلَنَا فِي غَزَّةَ وَارْبِطْ عَلَى قُلُوبِهِمْ وانصرهم على من عاداهم وارحم شهدائهم وشاف جرحاهم .
اللَّهُمَّ وَأَمِدَّهُمْ بِجُنْدٍ مِنْ عِنْدِكَ .