رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 28 مايو 2024 8:58 م توقيت القاهرة

وحدها فقط .. هى الفائزة !

كتبت / وفاء انور

وحدها فقط .. هى الفائزة !

ويحدث أن يدخل إلى حياتك شخص واحد . يملك مفاتيح سعادتك دون غيره . فى وجوده تعود إليك الحياة ، وبغيابه تغرب شمسك عن الوجود . هذا الشخص الذى أصبح بضعةً منك حين قرأ ماجال بخاطرك دون أن تدرى . حين سكن بين أضلعك كقلب خلق من جديد نابض بالحياة مملوء بالأمل لأجلك أنت . شخص قرر أن يمنحك كل مالديه ، وهو فى تمام الرضا عن ذاته . تعود المنح ، ووجد فى ذلك كل ما يحقق له سعادته ! اكتملت لديه كل معانى الإنسانية يوم أن تعلم وأدرك . يوم أن قرصرأن يستمد سعادته من إسعاده للآخرين .

تعود أن يعطى عطاء الزهاد . سما فوق متطلباته ، وقرر أن يمنح الجزء الأكبر من وقته لأصدقائه ، وأحبائه ؛ فهم حاضرون فى مخيلته دائمًا لا يغادرونه أبدًا مهما شغلته عنهم أمور دنياه . قرر أن يكون مثاليًا وسط عالم ضاعت فيه الكثيرمن القيم وأولها الإيثار . صنع من ابتسامته قناعًا خبأ خلفه كل أحزانه ؛ لأجل إسعاد غيره . مد يده بالخير ، فمسح دمعة باكٍ احتمل من الهموم ما لايطيقه بشر. ربت على كتفٍ مثقل بالآلام . فهم لغة عين ٍأبت أن تفصح عما بداخل صاحبها ؛ فأدرك هو فقط كل معنىً دون غيره .

أحيانًا تتمرد نفسى علىّ قائلةً : لقد أرهقتنى بحساسيتك المفرطة ، واهتمامك الزائد بالآخرين .كُفى عن هذا لقد تعب القلب منكِ ومعكِ بمشاعر لم تترجم بعد . مشاعر لم يوجد لها قاموسًا فى عالمنا. تسعى نفسى جاهدةً لإثارة مخاوفى قائلةً : ياعزيزتى قد يسأم البعض ، أو يملُ هذا الاهتمام ، وقد لايستحق البعض الآخر كل ذلك . أتركها تتحدث طويلًا ؛ لتستريح هى من عناء الشكوى ، وأستريح أنا من عودتها للحديث مرةً أخرى ، وحين مللت من التكرار قمت بالرد عليها رد الواثق المطمئن كفاكِ فمهما تحدثتِ لن أتغير أعلم ما أفعله جيدًا ، وأدرك عاقبة أمرى ؛ فمن حفظ لى صنيعى منهم سأتزين به ، ومن أنكر صدق إحساسى ، وآثر البعد ؛ فليذهب دون أسفٍ منى عليه .

إن أردنا أن نعبرعن محبتنا لأحدٍ ، فبأى عاطفة سنعبر ؟ وأى منها ستقوى ، وتتغلب على الأخرى ؟ فى البداية توقفت عند هذا السؤال كثيرًا ، لكنى فى لحظة تأملٍ جال بخاطرى تفسيرٌ لهذا الأمر ، فوجهت إلى نفسى هذا السؤال : ماذا تعنى الأمومة ؟ فى اعتقادى أن الأمومة هى تلك العاطفة الجامعة لكل المشاعرالإنسانية ؛ فالأم هى الصديقة المخلصة ، وهى الحبيبة التى لن تتغير . هى المتسامحة إلى أبعد الحدود . عاطفةً الأمومة هى التى خضعت لها باقى العواطف ، وطافت بمحرابها كل المشاعر ، وذابت فى عذوبتها كل أنواع السعادة . الأمومة عاطفة لا تتغير ، لقد احتوت الجميع ، ومنحت دون مقابل . ما أعظمها !

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.