بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين قيوم السماوات والأرض جعل المرض رحمة للطائعين يرفع به درجات المؤمنين في جنات النعيم وأشهد لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، القائل في كتابه العزيز " وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون " وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى التابعين وتابعي التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد إن يوم النحر وهو يوم العيد، وإنه يوم الثج والعج، يوم يؤدي الحجاج معظم المناسك يطوفون يرجمون يحلقون ينحرون، وهو يوم الفرح بطاعة الله تعالى، ويوم صلة الارحام، ويوم الإخاء والمحبة، ويوم ننسى فيه الشحناء، فاحرص أخي على شهود صلاة العيد مع المسلمين، والتكبير من فجر يوم التاسع إلى آخر أيام التشريق.
ولتأتي من طريق وترجع من آخر وتتجمل بأفضل ما عندك وليس بأحسن ما في السوق، ولا تأكل شيئا قبل الصلاة حتى ترجع بعد الصلاة والخطبة، فتذبح الأضحية وتأكل منها كما هي السنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، والسنة في تقسيمها ثلاثا، ثلث يؤكل وآخر يهدى وآخر يتصدق به على الفقراء، ووقت الذبح بعد صلاة العيد إلى آخر يوم الثالث عشر من ذي الحجة، ولا تجعل العيد موسم معاصي، وتذكر أن الحكمة من العيد أنه يوم شكر وذكر وعمل بر واحذر الوقوع في المحرمات مما قد يكون سببا لحبوط الأعمال الصالحة التي عملتها في أيام العشر، واحرص على صلة الرحم ولو قطعوه، ووسع على أهلك وأرحامك، وأدخل عليهم السرور، واحرص على سنن العيد، ولقد تفرّد الله سبحانه وتعالى بالخلق والإختيار، فقال تعالى " وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون"
ومن رحمته بالعباد أن فاضل بين الأوقات والأزمنة، فإختار منها أوقاتا خصّها بمزيد الفضل وزيادة الأجر ليكون ذلك أدعى لشحذ الهمم، وتجديد العزائم، والمسابقة في الخيرات والتعرض للنفحات، ومن هذه الأزمنة الفاضلة أيام عشر ذي الحجة التي إختصت بعدد من الفضائل والخصائص، فقد أقسم الله تعالي بها في كتابه تنويها بشرفها وعظم شأنها فقال سبحانه " والفجر وليال عشر والشفع والوتر" وقال عدد من أهل العلم إنها عشر ذي الحجة، وشهد النبي صلى الله عليه وسلم بأنها أعظم أيام الدنيا، وأن العمل الصالح فيها أفضل منه في غيرها، كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، حيث قال صلى الله عليه وسلم " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا يارسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله،
إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء" رواه الترمذي، وفي حديث ابن عمر قال صلي الله عليه وسلم "ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد" رواه أحمد، وفيها يوم عرفة الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها " ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول ما أراد هؤلاء ؟" رواه مسلم، وهو يوم مغفرة الذنوب وصيامه يكفر سنتين، أسأل الله بمنه وكرمه أن يوفقنا وإياك الى فعل كل خير واجتناب كل شر، وأن يكتب لنا وإياك في هذه الأيام المبارك خير ما كتبه لعباده الصالحين وصلي الله اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
إضافة تعليق جديد