رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 13 نوفمبر 2024 7:27 ص توقيت القاهرة

أتواصوا به بل هم قوم طاغون

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 30 أكتوبر 2024
الحمد لله ولي من اتقاه، من اعتمد عليه كفاه، ومن لاذ به وقاه، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله ومصطفاه، صلى الله وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن دعا بدعوته واهتدى بهداه، أما بعد إن من بواعث السخرية الإستهزاء هو التقليد الأعمى لأعداء دين الله وحدث هذا في الماضي، فقال الله فيهم كما جاء في سورة الذاريات "كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون، أتواصوا به بل هم قوم طاغون" كأنما تواصوا بهذا الإستقبال على مدار القرون وما تواصوا بشيء إنما هي طبيعة الطغيان وتجاوز الحق والقصد تجمع بين الغابرين واللاحقين، ويحدث هذا في الحاضر ممن مسخت عقولهم وفتنوا بالحضارة الغربية. 

ذلك أن إنبهارهم بزيف وبريق هذه الحضارة وضحالة فكرهم وقلة ثقافتهم بدينهم جعلهم ينعقون بالسخرية والإستهزاء بدين الله وأحكامه وشرائعه وسنن نبيه المصطفي صلى الله عليه وسلم فإذا رأيت أو سمعت يهوديا أو صليبيا يهزأ بشرع الله ويقول إن رجم الزاني فيه وحشية وقسوة وجدت له تابعا وإمّعة من أبناء المسلمين يردد بسخرية مقالة ذلك العدو الأصلي، وإن أردت مزيد إيضاح فتأمل موقف هؤلاء المقلدة من المخترعات الغربية وغيرها تجدهم يمجدونها وينبهرون بها وإذا ذكرت السنن النبوية ومعجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمور الشرعية التي يعجز العقل البشري عن إدراكها، سمعت منهم الغمز واللمز والاستهزاء فيقول تعالي " أتواصوا به بل هم قوم طاغون " 

وقد قال ربنا عن هؤلاء المقلدة إنهم قالوا " إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون" وأما عن الحكم في إتباع الطرق الصوفية، مثل الطريقة البرهانية بنية التقرب إلى الله تعالي والسير إليه وتزكية النفس؟ وطريقة صلاتهم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في هذه الطريقة، أن يقال "اللهم صلي على الذات المحمدية، اللطيفة الأحدية، شمس سماء الأسرار، ومظهر الأنوار، ومركز مدار الجلال، وقطب فلك الجمال، اللهم بسره لديك وبسيره إليك، آمن خوفي، وأقل عثرتي" وهل الأذكار والأوردة في هذه الطرق مشروعة أم لا؟ مع العلم أنه كان من كبار علماء الأزهر الشريف من يتبعون تلك الطرق الصوفية، وشرعوا الدعاء، والأذكار.

والصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم، والدعاء إلى الله تعالي، والتوسل بحب الله لرسوله، واستشهدوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم "إني لا أخاف على أمتي الشرك من بعدي" أي أنه ليس هناك شرك أكبر في أمة النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت الأجابة أنه لا يجوز للمسلم أن يتبع الطريقة البرهانية، أو غيرها من الطرق الصوفية المنحرفة، والتقرب إلى الله تعالى، وتزكية النفس، لا يحصل بإتباع البدع، واللهث وراء المبتدعة، بل باتباع الكتاب والسنة، والتأسي بالصالحين العاملين بهما، وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة أن الطريقة البرهانية من الطرق الصوفية التي تكثر فيها البدع والمخالفات، وجاء فيها أيضا طريقة الشاذلية، والأحمدية، والسعدية والبرهانية.

ونحوها من الطرق، طرق ضلال، لا يجوز للمسلم أن يتبع واحدة منها، بل الواجب عليه أن يتبع طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم، وخلفائه، وصحابته من بعده الذين أخذوا بسنته، وكذا من أخذ بها بعدهم، وأن الصلاة المذكورة في السؤال غير مشروعة، وفيها كلمات هي أقرب للطلاسم منها إلى الذكر، فالنصيحة بإجتنابها، والبعد عن أهلها، وعليكم بالإعتماد على كتب الأذكار الموثوقة التي ألفها العلماء الثقات، مثل الأذكار للإمام النووي، والوابل الصيب من الكلم الطيب لابن القيم، والكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية، وأما الأذكار التي وضعها أئمة الصوفية. 

فالغالب عليها أنها تشتمل على أذكار غير مشروعة، فإذا كنت حريصا على الأذكار، فعليك بتلك الكتب النافعة التي تشتمل على الأذكار النبوية الواردة في السنة، والقول بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يخاف على أمته الشرك الأكبر، وأنه لا شرك أكبر في هذه الأمة، فهذا من الكذب، فقد أخبر رسول الله صلي الله عليه وسلم أن بعض هذه الأمة سيعبد الأصنام، فعن ثوبان قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.