إن أمتي غرا محجلين من آثار الوضوء

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير عن يوم القيامة وأهوالها، وقد سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم كيف تعرف أمتك وتميزها؟ فقال صلي الله عليه وسلم " إن أمتي غرا محجلين من آثار الوضوء" فمن كان أكثر سجودا ووضوءا كان وجهه أعظم ضياء وأشد إشراقا فهم على مراتب من عظم النور، وفي هذا الموقف الرهيب وليس لأحد إلا موضع قدميه من شدة الزحام والناس وقوفا وأبصارهم شاخصة يأتي أناس بوضع مختلف فهناك.

" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجلان تحابا في الله إجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه، ورجل قلبه متعلق بالمسجد إذا خرج منه حتي يعود، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتي لا تعلم شماله ما أنفقت يميه، ورجل دعته امراة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله " وقال الإمام ابن رجب إختلفت أعمالهم في الصورة، وجمعها معنى واحد وهو مجاهدتهم لأنفسهم فأطفئوا حر نار الشهوة أو الغضب فوقاهم الله حرالشمس جزاء وفاقا، ولا ينحصر الإظلال في هذه الخصال فقط بل هناك غيرها، وقد جمعها الحافظ ابن حجر وأفردها بكتاب خاص ثم السخاوي وغيره إلى سبعة وتسعين خصلة، فيقول صلي الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده، لا يأخذ أحد منه شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته.

إن كان بعيرا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاه يتعر" رواه البخاري، وكما يقول صلي الله عليه وسلم " إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة " رواه البخاري، فهذا وعيد لكل من يتصرف بالمال تصرفا غير شرعي إلا أن يتوب، وكما يدل حديث " لكل غادر لواء يوم القيامة" على أن في هذا الموقف العظيم ألوية، فمنها ألوية خزي وفضيحة يعرف بها أهلها، ومنها ألوية حمد وثناء كلواء الحمد، فلما كان الغدر لا يقع إلا بسبب خفي عوقب بضد ما فعل وهي شهرته التي تتضمن الخزي على رؤوس الأشهاد ويكون ذلك اللواء عند أسته، زيادة في الفضيحة، وفي السنن من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما دون الأخرى جاء يوم القيامة و أحد شقيه مائل، فهذا وعيد لمن لم يعدل بين زوجاته فيما يملك، وتأمل حديث حذيفة عند أبي داود رضي الله عنه قال. 

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفله بين عينيه " وكما أن هناك ذنوب توعد الله تعالي أصحابها بأن لا يكلمهم كلام لطف بهم ولا ينظر لهم بعين الرحمة ولا يزكيهم أي من الذنوب والأدناس، بل يأمر بهم إلى النار، ومنهم المسبل والمنفق سلعته بالحلف الكاذب والمنان وكاتم العلم ورجل له فضل ماء يمنعه ابن السبيل ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا إن أعطاه رضي وإن لم يعط سخط، والنائحة إذا لم تتب قبل موتها تلبس يوم القيامة درعا من جرب وسربال من قطران" فالجرب كالقميص ع جلدها والقطران يحرقه ويلذعه مع سوء اللون والرائحة، فنسأل الله العظيم أن يحفظنا من شر الأشرار وكيد الفجّار ومن شر ما تعاقب عليه الليل والنهار، وبارك الله لي ولكم في القرآن العظيم وبهدي سنة سيد المرسلين، وصلى الله عليه نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.